(د ب أ) – مع تسارع وتيرة التطورات التكنولوجية في عالم الكمبيوتر والإنترنت كل يوم، ظهرت العديد من الأدوات البديلة لفأرة الكمبيوتر مثل الشاشات اللمسية، التي تنتشر على نطاق واسع حالياً، كذلك الكاميرات المزودة بوظيفة التعرف على الحركة. ومع ذلك يؤكد الخبراء على أن الفأرة لن تختفي أبداً من عالم الكمبيوتر، وستظل هي أداة الاستعمال الشاملة والأكثر شهرة لأجهزة الكمبيوتر.
ويتوقع البروفيسور ألبريشت شميت، من معهد الحوسبة الافتراضية والأنظمة التفاعلية بجامعة شتوتغارت الألمانية، قائلاً: “لن تعد الفأرة بمثابة الأداة القياسية لأجهزة الكمبيوتر في المنزل خلال العشر سنوات القادمة”. لكنه يعتقد باستمرار الاعتماد على الفأرة التقليدية في العمل، ويقول: “عندما يقوم المستخدم بتصفح مواقع الويب على الأريكة فإنه يعتمد بشكل أكثر على طريقة التحكم اللمسية“.
القفاز الفأرة
ومن المتوقع أيضاً أن يتم التحكم في أجهزة التلفاز والحواسب اللوحية مستقبلاً عن طريق الإيماءات، حتى أن هناك بعض الموديلات قامت بتنفيذ هذه الفكرة بالفعل على أرض الواقع. ومن التجهيزات الواقعية أيضاً ما يُعرف باسم Gesture Mouse Glove، وهو عبارة عن قفاز يقوم بنقل حركات المستخدم إلى حركات مؤشر، بحيث يمكن استخدامه مثلاً لتصفح مواقع الويب على شاشة التلفاز، ويتم طرح هذه القفازات حالياً في الأسواق اليابانية. وعلى الجانب الآخر توجد هناك العديد من الأفكار المستقبلية مثل تقنية Eye Tracking، التي تتحكم في حركة المؤشر على الشاشة من خلال تتبع حركة العين.
ويعتقد توم غروس، البروفيسور بجامعة أوتو فريدريش بمدينة بامبيرغ الألمانية، أن تقنيات التحكم عن طريق اللمس أو الإيماءات ليس لها مستقبل مع أجهزة الكمبيوتر المكتبية. وأضاف الخبير الألماني، الذي تنصب أبحاثه على دراسة التفاعل ما بين الكمبيوتر والإنسان: “ليس هناك فائدة من طريقة التحكم اللمسية أثناء العمل على المكاتب، حتى إذا كانت جميع الشركات تسعى لتطوير هذه التقنية“.
اتجاه خاطئ
ويرى الخبير الألماني أن واجهة المستخدم الرسومية بنظام ويندوز 8 الجديد، والمُطورة خصيصاً للاستفادة من طريق التحكم اللمسية، قد ذهبت في الاتجاه الخاطئ. ويعلل ذلك بقوله :”على الرغم من أن المستخدم يمكنه من خلال هذه الواجهة إجراء العديد من المهام بصورة أسهل، إلا أن هذه الطريقة تجعل بعض الأمور معقدة للغاية”، فمثلاً هناك بعض البرامج والمهام، كتطبيقات معالجة الصور أو ملء الإقرارات الضريبية، تستلزم دقة بالغة، وهو ما يتوافر فقط من خلال استعمال الفأرة.
بالإضافة إلى أن طريقة التحكم اللمسية على شاشات أجهزة الكمبيوتر المكتبية تعتبر من الأمور المجهدة للغاية؛ لأنها تستلزم فرد الذراع باستمرار. وأضاف غروس: “لا يستطيع أحد تحمل هذا الوضع لفترة تمتد لثمانية أو عشر ساعات”. وهناك بعض الأدوات البديلة للشاشات اللمسية، مثل لوحة اللمس أو الفأرة المزودة بسطح اللمس، التي يمكن عن طريقها إجراء الأوامر اللمسية بنظام ويندوز 8 حتى بدون استعمال شاشة لمسية.
كرة التتبع
وإلى جانب طريقة التحكم اللمسية وتقنيات التحكم عن طريق الإيماءات يوجد هناك جهاز آخر يمكن أن يحل محل فأرة جهاز الكمبيوتر. ويقول توم غروس: “كرة التتبع Trackball تعتبر من الأدوات المفضلة بالنسبة للأشخاص الذين يضطرون لتحريك مؤشر الفأرة كثيراً، وتتمثل فائدة كرة التتبع في أنه يمكن تحريك اليد دون الاضطرار إلى رفعها“.
وينصح غروس المستخدمين الذين يبحثون عن أداة جديدة بديلة للفأرة بضرورة مراعاة طبيعة عملهم في البداية، ويقول :”يتعين على المستخدم دائماً التفكير في نوع المهمة المطلوب القيام بها، ليس نوع الجهاز”، فبالنسبة للمستخدم الذي يعمل في مستندات طويلة، فإنه يحتاج إلى طارة بالفأرة من أجل إتمام عملية التمرير بسرعة. أما عشاق الألعاب فإنهم يعولون بدرجة كبيرة على الأزرار الكثيرة، كما أن هواة الفن والرسم يمكنهم اختيار لوحة الألوان ذات القلم الإلكتروني.
وتعتبر لوحة اللمس أو نقطة التتبع Track point من الحلول الموفرة للمساحة في أجهزة اللاب توب؛ التي يعتمد عليها المستخدمون بالفعل كبديل للفأرة. غير أن هايدغارد شميت من مبادرة “صحة الظهر” بمدينة سيلسنغن الألمانية لا يتحمس لهذا التطور، يعلل ذلك بأنه عند استعمال نقطة التتبع لا تكون اليد بزاوية 90 درجة مع الجزء العلوي من الجسم. وبالنسبة للمستخدمين الذين يعتمدون على أجهزة اللاب توب كثيراً في العمل، فمن الأفضل استعمال فأرة إضافية وتوصيل لوحة مفاتيح منفصلة.
وعلى الجانب الآخر ينظر خبير الصحة الألماني إلى البدائل الأخرى للفأرة بأنها وسائل مفيدة، ومن بينها الفأرة العمودية. وبشكل أساسي تعمل هذه الأداة مثل الفأرة العادية، إلا أنها مُصممة بشكل مختلف تماماً، كما أن الأزرار مركبة على الجانب وليس من أعلى. وأوضح شميت: “مع هذه الفأرة تبدو اليد كأنها ممسكة بقلم، وتتمثل ميزة هذه الفأرة في أن المستخدم لا يضطر لإمالة المعصم إلى الجانب، على عكس الموديلات الأخرى من الفأرة“.
طريقة الاستعمال
وأضاف الخبير الألماني أنه ليس هناك جهاز مفيد للصحة وآخر يضرها، لكن الأهم هو طريقة استعمال الجهاز والغرض منه، ويقول: “نادراً ما تكون المشكلة في الجهاز في حد ذاته، لكن المشكلة تكمن في طريقة الاستعمال”. ويمكن تجنب المشاكل التقليدية للفأرة من خلال عدم استعمال السبابة في تحريك طارة التمرير، لكن يجب الاعتماد على الوسطى باستمرار.
وبالنسبة للمستخدم الذي يعاني من آلام باستمرار عند استخدام الفأرة، فيمكنه اللجوء إلى الموديلات التي يراعي تصميمها اشتراطات الراحة والصحة، كذلك الأجهزة التي تلبي الاحتياجات الخاصة. وهناك العديد من الشركات تقدم مثل هذه الموديلات ضمن تشكيلة منتجاتها.
من: توبياس هانراتس
