نيويورك/لندن 30 كانون ثان/يناير (د ب أ) – أشارت تقارير صحفية إلى أن وكالة الأمن القومي الأمريكية "إن إس إيه" ووكالة الاستخبارات البريطانية "جي سي إتش كيو" تقومان بجمع المعلومات عن طريق تطبيقات الأجهزة الجوالة. وكمثال ذكرت صحيفتا "نيوريورك تايمز" الأمريكية و"الغارديان" البريطانية لعبة "الطيور الغاضبة" واسعة الانتشار. وتهدف وكالتا الاستخبارات الأمريكية والبريطانية من خلال ذلك إلى جمع معلومات عن مكان المستخدم وعمره وجنسه.
واعتماداً على المستندات المسربة حالياً لا يزال من غير الواضح ما هو حجم البيانات التي يتم جمعها عن طريق التطبيقات. وأوضح تقرير لشبكة التليفزيون الأمريكية "إن بي سي" أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تقوم أيضاً بتقييم المعلومات المستمدة من موقع الفيديو "يوتيوب" الشهير، وكذلك شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل فيس بوك وتويتر.
ومن جانبها، أكدت شركة "روفيو" الفنلندية المطورة للعبة "الطيور الغاضبة" أنها لا تتعاون مع وكالات الاستخبارات، مشيرة إلى إمكانية الوصول إلى بيانات المستخدم عن طريق شبكات الدعاية والإعلان، التي تقوم بوضع الإعلانات في الألعاب، وهو ما ينطبق على الكثير من التطبيقات.
التطبيقات المجانية
ومن المعروف منذ فترة طويلة أن التطبيقات المجانية بصفة خاصة تقوم بجمع الكثير من البيانات عن مستخدميها، وأضح مثال على ذلك التطبيق الذي يجعل فلاش الهاتف الذكي يضيء مثل الكشاف اليدوي. ويتمكن هذا التطبيق من الوصول إلى معلومات مثل الموقع الحالي ورقم تعريف الجهاز. وبعد ذلك يتم تمرير هذه البيانات إلى شبكات الدعاية والإعلان. وقد تم تنزيل هذا التطبيق المخصص للأجهزة المزودة بنظام غوغل أندرويد 50 مليون مرة على الأقل.
ولكن هناك الكثير من التطبيقات تقوم بجمع البيانات بعد موافقة صريحة من المستخدم، مثل شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت أو خدمات الخرائط وتحديد المواقع. وأشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أن وكالات الاستخبارات قد تعاونت معاً في الوصول إلى معلومات الموقع، إذا كان الشخص المستهدف يعتمد على خرائط غوغل، أو الوصول إلى أدلة العناوين، إذا قام المرء باستخدام تطبيقات من شبكات الإنترنت. وقد اعتمدت الصحف الغربية في تقاريرها على المعلومات التي قام بتسريبها إدوارد سنودن مؤخراً، المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكية.
وتسعى شركات الدعاية والإعلان، التي تقوم بجمع معلومات حول المستخدم عن طريق التطبيقات المجانية، إلى توجيه الرسائل الإعلانية بما يتناسب مع احتياجات المستخدم ورغباته.
وفي تقريرها عن هذا الموضوع أضافت صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه على ما يبدو أن هذه الشركات، مثل شركة Millenial Media، قد تجسست بالفعل على الكثير من المعلومات. وبحسب الصحيفة البريطانية، تورطت هذه الشركة في عدة أمور، منها الإصدار الخاص من لعبة "الطيور الغاضبة"، كما أنها تعاونت مع شركة Zynga المطورة للعبة "المزرعة السعيدة" الشهيرة.
وأضافت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن هناك وثيقة سرية بريطانية خلال عام 2012 تبين أنه يمكن التجسس على تطبيقات تكشف تفاصيل كثيرة حول المستخدم مثل التوجهات السياسية والميول الجنسية، وتعرف هذه التطبيقات باسم "التطبيقات الاجتماعية" (Social Apps) أو "التطبيقات الجغرافية" (Geo Apps) أو البيانات التي يتم استدعاؤها من الدعاية والإعلانات على الأجهزة الجوالة. ويمكن لمثل هذه البيانات أن تجيب على أسئلة من قبيل: "أين كان الشخص المستهدف عندما كان يفعل كذا؟ أو إلى أين يسير الشخص المستهدف؟".
ووفقاً لمقتطفات العروض التقديمية الداخلية التي نشرتها صحيفة "الغارديان"، فإن الجواسيس يمكنهم تشغيل ميكروفونات الهواتف الذكية بشكل محدد، أو الوصول إلى البيانات الجغرافية، وتبعاً لذلك فقد أُطلق على هذه الوظائف أسماء السنافر، وبالتالي فإن الأداة الإضافية لبيانات تحديد الموقع تحمل اسم "Tracker Smurf".
وأشار تقرير شبكة التليفزيون الأمريكية "إن بي سي" إلى أن أجهزة الاستخبارات حاولت أيضاً متابعة النشاط على موقع الفيديو "يوتيوب" الشهير، بالإضافة إلى معرفة نوعية الروابط التي يتم معها الضغط على زر "أعجبني" في موقع الفيس بوك. ووفقاً لملاحظات أحد العروض التقديمية فإن هذه الأنشطة تساعد على رصد الاتجاهات فقط، ولكن الخبراء أكدوا أن هذه البيانات يمكن أن تقدم معلومات عن مستخدمين محددين.
وتضيف التسريبات الجديدة بعض المعلومات الأخرى في سبيل معرفة طبيعة نظام الرصد والمراقبة التابع لوكالة الأمن القومي الأمريكية "إن إس إيه"، ومن المعروف بالفعل أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تخترق الأنواع المختلفة من الاتصالات الإلكترونية، وكذلك المعلومات المرفقة الخاصة بالمكالمات الهاتفية ومحتويات أدلة العناوين، وعلى الأقل اختراق حركة البيانات الداخلية ما بين مراكز الحوسبة التابعة لشركات الإنترنت العملاقة مثل غوغل وياهو.













