هامبورغ 12 كانون ثان/يناير (د ب أ) – عادةً ما تُسبب لوحات المفاتيح الافتراضية بالحواسب اللوحية إزعاجاً كبيراً للمستخدمين الذين يكتبون كثيراً على الأجهزة الجوالة. وفي هذه الحالة يمكنهم اللجوء إلى استعمال لوحات المفاتيح اللاسلكية القابلة للفك والتركيب، ولكن ينبغي على المستخدم مراعاة بعض الاشتراطات للحصول على لوحة المفاتيح المناسبة.
وأوضح ميشيل كنوت، المحرر التقني ببوابة التكنولوجيا «Netzwelt.de» الألمانية، أن حاسب لوحي بتكلفة منخفضة ولوحة مفاتيح جيدة يعتبر في بعض الأحيان بديلاً مغرياً لأجهزة اللاب توب، حيث علل الخبير الألماني بقوله: "لقد وصلت المنتجات المتوافرة حالياً في الأسواق إلى مرحلة النضج، وتتيح للمستخدم إمكانية العمل بصورة أسرع بوضوح من لوحة المفاتيح الافتراضية".
وغالباً ما يدور الأمر مع لوحات المفاتيح الإضافية حول أغطية كاملة للحاسب اللوحي تشتمل على لوحة مفاتيح، وتسمى هذه الأغطية اسم Folio في كثير من الأحيان، بالإضافة إلى أنها توفر حماية للجانب الأمامي أو الخلفي من الحاسب اللوحي. وهناك موديلات أخرى أقل شيوعاً، تعرف باسم غطاء لوحة المفاتيح، وتحمي الشاشة من الخدوش، وبالتالي فإنها تكون أقل تكلفة وأخف وزناً وأكثر سهولة في التركيب.
وأضاف كارستن كونيرت، المتحدث الإعلامي باسم شركة بلكين المتخصصة في إنتاج الملحقات التكميلية، قائلاً: "من المهم جداً بالنسبة للعديد من العملاء أن تكون الإكسسوارات والملحقات التكميلية نحيفة قدر الإمكان"، وهذا ما ينطبق على لوحات المفاتيح بدون غطاء خلفي. بالإضافة إلى أن المستخدم يتمكن من خلعها عن طريق بعض الخطوات البسيطة مثل الرقاقة في حالة عدم الحاجة إليها. وتعمل وحدات المغناطيس أو وصلات مقبسية في كلا النظامين على ضمان التماسك الفيزيائي بين الحاسب اللوحي ولوحة المفاتيح، بينما يتم نقل البيانات عن طريق تقنية البلوتوث.
نصيب الأسد للآيباد
وعادةً ما تتناسب الأبعاد الخارجية والأزرار الخاصة بلوحات المفاتيح الجوالة مع حاسب لوحي معين أو سلسلة منتجات محددة. ويستأثر الحاسب اللوحي آبل آيباد الشهير بنصيب الأسد من لوحات المفاتيح اللاسلكية التي تزخر بها أسواق الإلكترونيات؛ حيث تتوافر له موديلات مختلفة تقدمها العديد من الشركات المتخصصة في إنتاج الإكسسوارات والملحقات التكميلية، مثل لوجيتك وبلكين وهاما.
وعلى الجانب الآخر تنخفض العروض المقدمة للحواسب اللوحية المزودة بنظام غوغل أندرويد بدرجة ملحوظة. وأوضح كارستن كونيرت سر هذا التحفظ بقوله: "نظراً لقيام العديد من الشركات بإنتاج أشكال مختلفة من الحواسب اللوحية المزودة بنظام غوغل أندرويد، فقد تم تجزئة سوق الإكسسوارات والمحلقات التكميلية لهذه الموديلات بدرجة كبيرة، بحيث تتمكن الشركات من مراعاة جميع الأجهزة المتوافرة بالأسواق".
وبطبيعة الحال يتمكن أصحاب أجهزة سامسونغ Galaxy الشهيرة من الاختيار من باقة واسعة من الملحقات التكميلية. وإذا رغب المستخدم في العمل بواسطة حاسب لوحي مزود بنظام مايكروسوفت ويندوز، فلابد من مراعاة الإكسسوارات المتوافرة له، نظراً لأن الشركة الأمريكية نفسها تقوم بتسويق الحاسب اللوحي الخاص بها Surface مع تجهيزه بلوحة مفاتيح مباشرةً.
بالإضافة إلى أن تلبية الرغبات الخاصة غالباً ما تكون قاصرة على أصحاب أجهزة آيباد الشهيرة، حيث تسمح بعض الموديلات مثلاً بإمكانية نصب الحاسب اللوحي في وضع رأسي إلى جانب الوضع الأفقي المعتاد، ويعمل هذا الوضع على تحسين الرؤية عند العمل على المستندات والوثائق. كما تشتمل الموديلات باهظة التكلفة على أزرار مضاءة، أو قد يتحول الحاسب اللوحي إلى وضع السكون والخروج منه بشكل أوتوماتيكي.
جودة الصناعة
وتعتبر جودة الصناعة هي المعيار الرئيسي بالنسية للمستخدمين كثيري الكتابة على لوحة المفاتيح. وأوضح المحرر التقني ميشيل كنوت ذلك بقوله: "هناك فروق كبيرة جداً في جودة الصناعة، ولكنها للأسف ليست مرتبطة بالتكلفة"، نظراً لأن لوحات المفاتيح اللاسلكية التي تزيد تكلفتها على 130 دولاراً أمريكياً لا توفر ضماناً لجودة الصناعة. ومن ضمن العيوب الشائعة على سبيل المثال تآكل الخامات بسرعة وضعف تماسك وحدات المغناطيس وكذلك تركيب الأزرار بشكل ضيق للغاية.
وبالإضافة إلى ذلك هناك اختلافات أيضاً فيما يتعلق بفترة تشغيل البطاريات المدمجة في جسم لوحة المفاتيح، والتي يجب إعادة شحنها بشكل منفصل. وتتراوح فترة تشغيل هذه البطاريات ما بين 80 و360 ساعة. ومع ذلك فإن فترة تشغيل البطارية تعتبر أطول بكثير من فترة تشغيل الحاسب اللوحي نفسه، وبالتالي فإنها لا تمثل إشكالية في الممارسة العملية. ويؤكد الخبير الألماني ميشيل كنوت على ذلك بقوله: "تكفي شحنة البطارية لأعمال الكتابة التي تستغرق فترات طويلة على مرة واحدة".
ومع كل هذه الخصائص والمزايا إلا أن أصحاب الأعمال كثيري السفر والترحال والمستخدمين الآخرين ذوى المتطلبات العالية يفضلون استعمال أجهزة اللاب توب التقليدية عن اللجوء إلى الاعتماد على توليفة الحاسب اللوحي مع لوحة المفاتيح اللاسلكية.
وعلل المحرر التقني الألماني ميشيل كنوت ذلك قائلاً: "هذه التوليفة ليست مصممة كي تحل محل أجهزة اللاب توب أو لوحة المفاتيح المكتبية، نظراً لأن الأزرار المتباعدة عن بعضها البعض في لوحات المفاتيح الخاصة بالحواسب المكتبية أو أجهزة اللاب توب تقلل من الأخطاء المطبعية إلى الحد الأدنى.
بالإضافة إلى أن لوحة المفاتيح المخصصة للحواسب اللوحية لا تتمتع باستقرار كافٍ، مقارنة بلوحة مفاتيح أجهزة اللاب توب، كي تُمكن المستخدم من العمل وهي موضوعة على رجليه.
