هامبورغ/برلين 29 كانون أول/ديسمبر (د ب أ) – بدأت الهواتف الذكية والحواسب اللوحية تحل تدريجياً محل الكاميرات المدمجة، حيث تتيح هذه الأجهزة الجوالة للمستخدم إمكانية التقاط الصور بدقة فائقة وتحريرها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي على الفور، ويتوافر حالياً العديد من التطبيقات والخدمات التي يمكن عن طريقها بيع الصور، ومع ذلك هناك قواعد قانونية لا بد من مراعاتها.
وأوضح فلوريان بلاشكه، المحرر بمجلة الإنترنت «T3N» الألمانية، أن موقع فليكر يعتبر من أقدم وأعرق خدمات الصور على الشبكة العنكبوتية، وتظهر أكبر ميزة لهذا الموقع الرائد في التنظيم الجيد لحقوق الصور، حيث يتمكن المستخدم مع كل صورة يقوم بتحميلها على الموقع من تحديد ما إذا ينبغي إتاحتها في إطار حماية حقوق التأليف والنشر، أو الاختيار ما بين تراخيص CC المتعددة، أو بدون أية قيود. وبالإضافة إلى ذلك يمكن للمستخدم إتاحة بعض الصورة بشكل انتقائي أو إتاحة الألبومات بالكامل.
وأضاف آرني أرنولد، المحرر بمجلة "بي سي فيلت" الألمانية، أن موقع فليكر يعتبر بمثابة خدمة تخزين سحابي للصور؛ نظراً لأنه يوفر سعة تخزينية مجانية تصل إلى واحد تيرابايت. علاوة على أنه يمكن للمستخدم ضبط وظيفة التحميل الأوتوماتيكي للصور، التي تتوافر في العديد من خدمات الصور الأخرى.
وأضاف بلاشكه أنه على الرغم من أن موقع فليكر يزخر بأعداد غفيرة من المستخدمين، إلا أنه يسعى لاستقطاب المصورين الطموحين، وأوضح الخبير الألماني ذلك بقوله: "ملكية جميع الصور تظل محفوظة للمصور، فضلاً عن أنه لا يُسمح باستخدام الصور خارج الموقع دون تصريح". وتنطبق هذه القواعد أيضاً على خدمة الصور غوغل بيكاسا، التي تتيح إمكانية استعمال تراخيص مختلفة.
ولا يزال موقع انستغرام الجديد نسبياً الأكثر شهرة وانتشاراً بفضل فلاتره التي يمكن وضعها على الصور. وأوضح بلاشكه أن هذا المجتمع يضم أكثر من 150 مليون مستخدم، ويرجع سبب الإقبال الشديد عليه حالياً بصورة غير مسبوقة إلى التطبيقات المناسبة، حيث يقدم هذا الموقع التابع لشركة الفيس بوك إمكانية مشاركة الصور بسرعة وسهولة على شبكات التواصل الاجتماعي الأخرى مثل الفيس بوك أو تويتر أو تمبلر.
حقوق الصور
ومع ذلك هناك بعض الإشكاليات فيما يتعلق بحقوق الصور، وأشار بلاشكه إلى ذلك بقوله: "تعترف شركة انستغرام وكذلك موقع الفيس بوك بوجود حقوق استخدام أخرى، حتى يمكن إظهار المحتويات على شبكة التواصل الاجتماعي الفيس بوك. ولكن المستخدم الذي يعتمد على موقع انستغرام، يجب أن يضع في اعتباره أن موقع الفيس بوك قد يستغل الصور لأغراض تجارية خارج شبكة التواصل الاجتماعي على الإنترنت.
وتعتبر مواقع Tadaa و Eyeem من خدمات الصور البديلة لموقع انستغرام، والتي تؤكد أن حقوق الصور تظل محفوظة للمصور. ولكن الخبير الألماني بلاشكه اعترف بأن أعداد المستخدمين لهذه الخدمات لا يمكن مقارنتهم بمستخدمي موقع انستغرام. وتهدف الشركة المشغلة لموقع Eyeem إلى إتاحة الفرصة أمام المستخدمين لبيع صورهم مستقبلاً.
وتعتمد وكالة الصور "فوتوليا" على الطريقة التي تُعرف باسم "Microstock"، وأوضح آرني أرنولد قائلاً: "يمكن مشاهدة الصور بخدمة «فوتوليا» مجاناً دون الحاجة إلى تسجيل الدخول، كما هو الحال في خدمات Microstock الأخرى على شبكة الإنترنت"، ولكن هناك الكثير من الخدمات الأخرى تتيح إمكانية تقييد دائرة المشاهدين.
فلترة الصور
وعلى الجانب الآخر ينصب تركيز موقع الصور "Molo.me" على عامل المتعة، ويوفر التطبيق الخاص بهذا الموقع العديد من إمكانيات فلترة الصور. وإلى جانب نظام آبل آي أو إس وغوغل أندرويد يتوافر إصدارات من هذا التطبيق لأنظمة تشغيل نوكيا وبلاك بيري. وأوضح الخبير الألماني بلاشكه أن الأحكام والقواعد العامة للتطبيق "Molo.me" تنص بكل وضوح على أن المستخدم يمنح الشركة المشغلة للموقع حقوق شاملة للصور الخاصة به، سواء كان ذلك على التطبيق أو بالارتباط بموقع الويب "Molo.me".
وهناك العديد من التطبيقات الشهيرة، مثل Pixlr-o-matic أو Streamzoo أو Hipstamatic، التي تتيح للمستخدم أحياناً إمكانية التقاط الصور وإضافة تأثيرات إليها بواسطة الهواتف الذكية، وبعد ذلك يتم مشاركة هذه الصور على شبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت مثل الفيس بوك وتويتر وتمبلر وفليكر وغيرها.
وإذا كان المستخدم غير متأكد مما إذا كان الموقع يستخدم صوره في الإعلانات أو أية أغراض أخرى، فإن كريستيان شولتر، من هيئة اختبار السلع والمنتجات بالعاصمة الألمانية برلين ينصحه بضرورة الاطلاع على الشروط والأحكام العامة للخدمة، مع ضرورة قراءة البنود التي تكون مكتوبة بخط صغير. وعند نشر الصور الشخصية على مواقع الويب أكد الخبير الألماني على ضرورة أن يفكر المستخدم في مسألة أن يقبل إطلاع أطراف أخرى على صوره الخاصة.
وأضاف شولتر أن الأطراف الأخرى لا تقتصر على المستخدمين الآخرين بمواقع الويب، ولكنها تضم أيضاً موظفي الشركات المقدمة للخدمة أو السلطات والهيئات الأمنية، خاصة أن الكثير من مواقع الصور يتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقراً له، حيث تنخفض معايير الخصوصية وحماية البيانات مقارنة بالمعايير المتبعة في أوروبا.
ومن الأمور المهمة أيضاً أن تتم مراعاة حقوق الملكية الفكرية، حيث أوضح الخبير الألماني شولتر قائلاً: "لا يجوز للمستخدم تحميل إلا الصور التي قام بالتقاطها بنفسه، وإذا كانت هذه الصور تتضمن بعض الأشخاص، فلا يجوز تحميل هذه الصور على الإنترنت بدون موافقة الأشخاص المعنيين. وإذا رغب المستخدم في عدم إطلاع الآخرين على صوره الشخصية، فينصحه فلوريان بلاشكه بعدم استعمال مثل التطبيقات أو خدمات الصور على الإنترنت.













