برلين 1 أيلول/سبتمبر (د ب أ) – يزداد إقبال المستخدمين حالياً على شراء الأجهزة الجوالة النحيفة ذات الوزن الخفيف، مثل الحواسب اللوحية أو حواسب الألترابوك أو الموديلات الهجين التي تجمع بين كلا النوعين. وينصب اهتمام المستخدم عند شراء هذه الأجهزة على إمكانية التنقل والحركة بسهولة، وكذلك الفترات الطويلة لتشغيل البطارية. وهنا يظهر تساؤل حول مدى قدرة المعالجات الجديدة على تلبية هذه الرغبات؟.
وتروج الشركات العالمية للجيل الجديد من المعالجات بأنه يوفر أداءً أفضل بكثير مع تحسين دعم الرسوميات، علاوة على أنه أكثر توفيراً في استهلاك الطاقة مقارنة بالموديلات السابقة. وأعلنت شركة إنتل الرائدة عن طرح معالجات Haswell الجديدة في الأسواق، والتي ستظهر في المتاجر المتخصصة تحت الاسم التجاري Core i من الجيل الرابع. وتعول شركة إيه إم دي الأمريكية على معالجات Richland، التي تعتبر معالجات السلسلة A من الجيل الثالث.
ولم يعد الأداء هو كل شيء في المعالجات الجديدة منذ فترة طويلة، حيث أشار فلوريان رانير، المتحدث الإعلامي باسم شركة إنتل الأمريكية، إلى أن الجيل الجديد من المعالجات «يحقق قفزة كبيرة فيما يتعلق بفترة تشغيل البطارية». بالإضافة إلى توافر حلول SoC، التي تعني النظام على رقاقة (System-on-a-Chip)، المخصصة للأجهزة الهجين النحيفة للغاية، بحيث يمكن تدوير أو طي الشاشة لتصبح مثل الحاسب اللوحي تقريباً.
وتحمل معالجات إنتل Haswell الجديدة نفس الاسم التجاري Core i للجيل السابق. وتمثل موديلات i7 الفئة الفاخرة من هذه المعالجات، أما معالجات i5 فتشير إلى الفئة المتوسطة، وتحمل الموديلات الأساسية اسم Core i3. ويبدأ رقم تمييز المعالجات من الجيل الرابع برقم 4 بدلاً من رقم 3 المخصص للجيل السابق، مثل الموديل i7-CPU 4770K.
وأضاف فلوريان رانير أن حرف K يشير إلى أنه تم تحسين أداء وقدرة المعالج. وإذا كان الرقم متبوعاً بحرف U، فإن ذلك يعني أن المعالج مخصص لحواسب الألترابوك، ويشير الحرف Y إلى الموديلات الموفرة في استهلاك الطاقة الكهربائية.
وأوضح بنيامين بنز، من مجلة الكمبيوتر «c't» الألمانية، أن معالجات إنتل Haswell الجديدة تمتاز «بالقدرة على العمل بشكل أسرع مع التوفير في استهلاك الطاقة الكهربائية»، ولكن الزيادة في معدل الأداء ليست كبيرة للغاية، حيث تعمل المعالجات الجديدة بشكل أسرع بمقدار 10 إلى 20% مقارنة بالجيل السابق. وأكد الخبير الألماني أن هذه الزيادة في معدل الأداء «لا تكون ملحوظة تقريباً عند تشغيل البرامج القياسية».
البطاقات المدمجة
وأضافت شركة إنتل الأمريكية أنها ضاعفت قدرة معالج الرسوميات (GPU) المدمج في وحدات المعالجة المركزية الخاصة بها (CPU)، وذلك وفقاً لكل موديل. وأوضح الخبير الألماني بنيامين بنز أن هذه القدرة لم تعد كافية للألعاب الحالية ولم تعد تلبي متطلبات عشاق الألعاب الطموحين، ولذلك سيستمر عصر بطاقات الرسوميات المنفصلة لفترات طويلة.
ومع ذلك لا تزال بطاقة الرسوميات المدمجة في المعالج توفر العديد من المزايا. وقد طورت شركة أيه إم دي المنافسة هذا النوع من الشرائح منذ عدة سنوات وأطلقت عليه اسم (APU) الذي يشير إلى مصطلح وحدة المعالجة المُسرعة (Accelerated Processing Unit)، وتعني دمج وحدة معالجة الرسوميات (GPU) ووحدة المعالجة المركزية (CPU) في شريحة واحدة.
وأوضح مايك ماتيشاك، المتحدث الإعلامي باسم شركة أيه إم دي، أهمية وحدة المعالجة المُسرعة بقوله :"وحدات APU ستكون هي معالجات المستقبل". هناك العديد من الأمور التي تؤكد صحة هذه المقولة، ومنها أن سيناريوهات الاستخدام قد تغيرت مع مرور الزمن، وحلت أجهزة اللاب توب محل الحواسب المكتبية في جميع مجالات الاستخدام، كما يتزايد الإقبال حالياً على شراء الحواسب اللوحية. وعلى الرغم من المساحة المحدودة للغاية المخصصة للمعالجات في الحواسب الجوالة أو المدمجة، تتزايد المتطلبات بشأن زيادة القدرة والأداء مع خفض استهلاك الطاقة في الوقت نفسه، وذلك من أجل الاستمتاع بفترات تشغيل أطول للأجهزة الجوالة.
وبالتزامن مع إطلاق شركة إنتل للجيل الرابع من معالجاتها، طرحت شركة إيه إم دي المنافسة معالجات Richland الجديدة في الأسواق، والتي تُعرف باسم A8 و A10، حيث يتصدر قائمة الموديلات المعالج A10-6800K. وأوضح اختبار لمجلة «شيب» الألمانية أنه من المفترض استخدام معالجات Richland الجديدة في الحواسب الصغيرة وحواسب الكل في واحد بصفة خاصة؛ نظراً لعدم وجود مساحة كافية لتركيب بطاقة رسوميات منفصلة.
وأوضح الخبراء الألمان أن معالج أيه إم دي A10-6800K وجميع موديلات سلسلة Richland توفر مزايا واضحة في مثل هذه الحواسب مقارنة بالموديلات المنافسة من شركة إنتل؛ لأن معالج الرسوميات Radeon HD 8670D المدمج في المعالج A10-6800K يمكنه أن يحل محل بطاقة رسوميات أساسية على الأقل، حتى أنه يتفوق على وحدة معالجة الرسوميات Haswell-IGP المدمجة من شركة إنتل، والتي تنتمي إلى الجيل الرابع لمعالجات Core الشهيرة. وفي المقابل تتمتع وحدة المعالجة المركزية بقدرة متوسطة.
وأضاف مايك ماتيشاك أن معالجات السلسلة A تتوافق مع سلوكيات المستخدم المتوسطة، ويتم الاعتماد على معالجات إيه إم دي FX بدون بطاقة رسوميات في الحواسب المكتبية. وقدمت الشركة الأمريكية مؤخراً معالجات ثمانية النوى FX 9370 و FX 9590. ويمتاز الموديل الأخير بأنه يعمل في وضع التربو بسرعة 5 غيغاهرتز، أما سرعة الوضع العادي فتبلغ 7ر4 غيغاهرتز. ولم تفصح شركة إيه إم دي عن أية معلومات بخصوص موعد طرح الحواسب الأولى المزودة بمعالجات FX في الأسواق.













