(د ب أ) – حذّر طبيب الأطفال الألماني مارتن ترهارت من أن الأنفلونزا قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة لدى الأطفال؛ حيث إنها قد تتسبب في إصابتهم بعدوى فيروسية أو بكتيرية أخرى أكثر خطورة. وأوضح ترهارت: "تعمل الفيروسات المسببة للأنفلونزا على إضعاف الجهاز المناعي لدى الطفل، مما يسهل انتشار المكورات العنقودية والمكورات الرئوية بشكل خاص داخل جسم الطفل".
وأكد ترهارت، عضو اللجنة الدائمة للتطعيمات بمعهد روبرت كوخ بالعاصمة الألمانية برلين، أن المكورات الرئوية في غاية الخطورة بالنسبة للأطفال؛ لأنها قد تؤدي إلى الإصابة بالتهاب رئوي أو التهاب السحايا أو تسمم الدم أو التهاب الأذن الوسطى إذا ما اجتمعت مع الفيروسات المسببة للأنفلونزا داخل جسم الطفل. أما المكورات العنقودية، فيُمكن أن تؤدي إلى عدة أمراض أخرى إلى جانب الالتهاب الرئوي وتسمم الدم، يندرج من بينها التهاب القلب.
وأشار طبيب الأطفال الألماني إلى أن هناك الكثير من الأشخاص يحملون المكورات الرئوية أو المكورات العنقودية داخل أجسادهم دون أن يُصابوا بأي مرض. ولكن قد يتسبب ضعف الجهاز المناعي الناتج عن الإصابة بالأنفلونزا مثلاً، في انتشار هذه البكتيريا داخل أجسامهم وتزايد أعدادها، ما يؤدي إلى الإصابة بأمراض أخرى خطيرة.
ويستند ترهارت إلى نتائج فحوصات، أجراها باحثون أمريكيون على أطفال ماتوا نتيجة الإصابة بالأنفلونزا، توصلت إلى أن الالتهابات الرئوية البكتيرية وكذلك أضرار القلب المرتبطة بالأنفلونزا تؤدي إلى الوفاة، لاسيما عند الاقتران بفيروسات عدوى الأنفلونزا.
كما توصلت دراسة فنلندية، شملت أطفالاً حتى 16 عاماً نُقلوا إلى المستشفى بسبب إصابتهم بالأنفلونزا، إلى أن الأطفال الأكبر سناً يعانون من أمراض في المسالك التنفسية كانت في الغالب هي السبب في حجزهم بالمستشفى، في حين كانت أمراض تسمم الدم السبب الأكثر شيوعاً لدى أكثر من نصف حالات الأطفال الرُضع الأقل من ستة أشهر.
التطعيم ضروري
ولتجنب هذه المضاعفات الخطيرة، أكد ترهارت على ضرورة أن يتلقى الأطفال تطعيماً ضد الأنفلونزا قبل بدء فصل الشتاء، مشيراً إلى أن هذا الأمر يسري أيضاً على جميع أفراد أسرة الطفل الرضيع والأشخاص الذين يتولون رعايته على وجه الخصوص، وذلك بالنظر إلى ارتفاع نسبة الإصابة بتسمم الدم لدى الرُضع في الدراسة الفنلندية.
وأوضح ترهارت أنه يمكن تطعيم الأطفال الرُضع ضد الأنفلونزا بدءاً من عمر ستة أشهر، مشدداً على ضرورة تلقي التطعيم بالنسبة للأطفال والمراهقين المصابين بأمراض مزمنة في المسالك التنفسية والجهاز القلبي الوعائي والجهاز العصبي المركزي والأيض وكذلك الجهاز المناعي.
