(د ب أ) – تسعى شركات السيارات العالمية للتغلب على مشكلة تراجع مبيعاتها من خلال طرح العديد من الموديلات الجديدة، بالإضافة إلى تقديم بعض الخصومات وإمكانيات التمويل المختلفة. ولذلك سيلاحظ زوار معرض جنيف الدولي للسيارات، الذي يفتح أبوابه أمام الجمهور في الفترة من 7 إلى 17 آذار/مارس 2013، ظهور عدد كبير من السيارات الجديدة، التي تلبي احتياجات نطاق عريض من العملاء.
وأوضح البروفيسور شتيفان براتسيل، من جامعة العلوم التطبيقية بمدينة بيرغش غلادباخ الألمانية، :”على الرغم من إقامة هذا المعرض في وقت الأزمة وتراجع مبيعات السيارات، إلا أن ذلك ما دفع الشركات العالمية لتقديم العديد من الموديلات الجديدة، حتى تتمكن من تخطي هذه الأزمة”.
ووفقاً لما أعلنته الشركات العالمية رسمياً حتى الآن فإن معرض جنيف لهذا العام سيمتاز في المقام الأول بالموديلات الصغيرة التي سيتم طرحها في الأسواق بأسعار معقولة.
وستشهد أروقة أول معارض السيارات الأوروبية الكبرى خلال هذا العام كشف النقاب مثلاً عن سيارة بيجو 2008 ورينو Captur من فرنسا، وهما عبارة عن اثنين من موديلات الأراضي الوعرة الصغيرة التي تعتمد على قاعدة السيارات الصغيرة المُخصصة للمدن بيجو 208 ورينو Clio.
وفي فئة سيارات الفان العائلية تقدم شركة ستروين الموديل الجديد من سيارتها C4 Picasso، كما تقدم شركة أوبل الألمانية السيارة Cascada الجديدة، التي تهدف من خلالها إلى مخاطبة العملاء الذين يرغبون في الاستمتاع بالقيادة في الهواء الطلق نظير تكلفة معقولة. وتأتي السيارة الكابريو الجديدة في حجم مشابه لسيارة بي إم دبليو من الفئة الثالثة، وتبلغ تكلفتها نحو 34 ألف و595 دولاراً أمريكياً، وبالتالي فإنها تكلفتها تقل عن موديلات الفئة المتوسطة الأخرى بمقدار يزيد على الثلث.
وتقدم شركة فولكس فاغن أيضاً موديلات جديدة لتلبية رغبات العملاء من أصحاب العائلات، وأعلنت الشركة الألمانية بشكل رسمي عن إزاحة الستار عن السيارة Golf GTI الجديدة، التي تأتي مزودة بمحرك يولد قوة 162 كيلووات/220 حصان، بالتالي فإنها ستصبح أقوى وأسرع سيارة في تاريخ موديلات GTI الرياضية. وتدور حالياً أحاديث داخل الشركة الألمانية بشأن إمكانية عرض الموديل الاقتصادي Golf BlueMotion وكذلك الإصدار الجديد من السيارة الكومبي Golf Variant في إطار فعاليات معرض جنيف.
وتهدف العلامات التجارية الألمانية الفاخرة إلى جذب العملاء من فئة الشباب من خلال كشف النقاب عن العديد من الموديلات الصغيرة، حيث تقدم شركة مرسيدس – بنز سيارتها الكوبيه المدمجة CLA رباعية الأبواب. كما قامت شركة بي إم دبليو الألمانية بنقل مفهوم الهاتشباك من سيارة GT من الفئة الخامسة إلى موديلات الفئة الثلاثة.
الموديلات الصغيرة
ويرى كريستنيان كلاين هانز من شركة الاستشارات “Berylls Strategy Advisors” بمدينة ميونيخ الألمانية، أن ظهور عدد كبير من الموديلات الصغيرة يعبر عن اتجاه جديد يسود عالم السيارات، ويقول :”مفاهيم التصاميم بدأت تنتقل إلى فئات السيارات الأصغر، فبعد أن كان الاتجاه نحو سيارات الأراضي الوعرة خلال السنوات الماضية، أصبح الاتجاه يتمحور حالياً حول موديلات الصالون التي تحمل ملامح الكوبيه”. لكن هذا الاتجاه لا يمنع ظهور بعض النماذج الاختبارية والموديلات التي يتم إنتاجها بأعداد قليلة ضمن فعاليات المعرض.
وبينما ظهرت العديد من السيارات الكهربائية خلال السنوات الماضية، فإن دورة المعرض لهذا العام تمتاز بالعودة مرة أخرى إلى محركات البنزين. ويؤكد الخبير الألماني على ذلك بقوله :”تمتاز هذه المحركات بطابع رياضي خاص”، مشيراً إلى بعض السيارات السوبر رياضية مثل الموديل الجديد من سيارة فيراري Enzo أو سيارة ماكلارين P1، التي ستظهر في إطار فعاليات معرض جنيف، بعدما ظهرت لأول مرة في معرض باريس خلال فصل الخريف الماضي.
وبالإضافة إلى ذلك ستشهد فئة السيارات ذات القوة الحصانية الكبيرة ظهور بعض الموديلات الجديدة مستقبلاً، حيث تقدم شركة AMG، المتخصصة في تعديل موديلات مرسيدس – بنز، السيارة A45 في الفئة المدمجة.
ومن المتوقع أن تقوم شركة أودي بكشف النقاب عن النسخة النهائية من السيارة S1 التي تعتمد على قاعدة السيارة الصغيرة A1. وتقدم شركة ألفا روميو الإيطالية من خلال سيارتها 4C شقيقاً صغيراً من الموديل الرياضي 8C، وسيتم طرحها في الأسواق بتكلفة منخفضة.
وترغب الشركات الكورية هي الأخرى في استعراض عضلاتها بمعرض جنيف، حيث تقدم شركة كيا سيارتها Cee’d GT لأول مرة بقوة 150 كيلووات/204 حصان، لسحب البساط من تحت أقدام سيارة فولكس فاغن Golf GTI الشهيرة.
منافسون جدد
ولن تقتصر فعاليات معرض السيارات السويسري على ظهور الموديلات الجديدة فحسب، بل إنه سيشهد ظهور علامة تجارية جديدة، حيث تعتزم شركة Qoros الصينية كشف النقاب عن سيارة الصالون المدمجة GQ3، التي تم تصميمها في ألمانيا وتطويرها وتصنيعها في النمسا. ويقول توبياس كايل، من شركة الاستشارات الألمانية، :”تعتبر شركة Qoros أول منافس جدي من الصين، يريد اقتحام الأسواق الأوروبية”.
وسوف تسود الاتجاهات التقنية الحديثة جميع ماركات وقطاعات السيارات بمعرض جنيف، ومنها على سبيل المثال ازدياد تأثير أنظمة المساعدة الإلكترونية على القيادة. ويقول البروفيسور شتيفان براتسيل :”سواء كنا نرغب في ذلك أم لا، فإن العديد من الموديلات الجديدة خلال 2013 ستأتي مُزودة بمفاهيم متطورة حول موضوع القيادة الآلية في السيارات”.
دور هامشي
ويعتقد الخبير الألماني أن موضوع السيارات الكهربائية سيلعب في أحسن الأحوال دوراً هامشياً خلال فعاليات معرض جنيف الدولي للسيارات، حيث خفت وهج تطوير الموديلات الكهربائية، وبدأ اهتمام الشركات العالمية ينصب على تطوير السيارات الهجين Plug-in، بدلاً من الموديلات الكهربائية الخاصة.
وتسعى الشركات حالياً إلى زيادة مدى السير بالسيارات الهجين اعتماداً على سواعد المحرك الكهربائي فقط. علاوة على اعتماد الشركات بشكل متزايد على التقنيات المعروفة لتوفير استهلاك الوقود في محركات الاحتراق الداخلي. ويؤكد البروفيسور شتيفان براتسيل على ذلك بقوله :”طالما استمرت أسعار الوقود في الارتفاع، سيزداد الطلب على السيارت الاقتصادية”.
