كييل/لايبزغ 13 نيسان/أبريل (د ب أ) – يمثل الحث الكهربائي أحدث تقنيات الشحن اللاسلكي للهواتف الجوالة في الوقت الحاضر. وتمتاز هذه التقنية التي مازالت في المهد بأنها عملية للغاية؛ حيث أنها توفر على المستخدم عناء البحث عن قابس صغير عند الحاجة إلى شحن الهاتف الذكي. ولكنها تنطوي أيضاً على بعض العيوب؛ حيث تستغرق عملية الشحن وقتاً أطول من طريقة الشحن العادية.
وقال سونكه هارم، أستاذ الفيزياء بجامعة كييل الألمانية: "في واقع الأمر لا تستغني تقنية الحث الكهربائي عن الكابلات تماماً، حيث من الأفضل أن نسميها تقنية الشحن بدون قابس كهربائي". وتعمل هذه التقنية بواسطة مُحث مسطح، بحيث يتعين على المستخدم وضع الهاتف الذكي على قاعدة الشحن.
وتعتمد تقنية الحث الكهربائي على معيار "تشي" (Qi). وأوضح ألكسندر شبير، المحرر بمجلة الحاسوب «c't» الألمانية، قائلاً: "يتعين على المستخدم وضع الجهاز على القاعدة، ومن ثم تبدأ عملية الشحن، دون وجود أية كابلات مزعجة".
مزايا عملية
ويوفر التخلي عن الكابلات العديد من المزايا العملية؛ نظراً لأن الأجهزة الجوالة الصغيرة تتيح للمنتجين مساحة صغيرة للقابس الكهربائي، الذي يكون صغيراً وقوياً. وأضاف الخبير الألماني هارم قائلاً: "مع هذه القوابس الصغيرة سرعان ما تظهر اتساخات بالملامسات، وما ينجم عن ذلك من صعوبات في التوصيل، أو قطع الكابلات أو أضرار ميكانيكية بالقابس الكهربائي".
ولكن في حالة النقل الحثي للطاقة فإنه يتم تجنب كل هذه الأضرار بشكل موثوق، كما توفر هذه التقنية على المستخدم عناء البحث عن قابس صغير عند الحاجة إلى شحن الهاتف الذكي.
وتشتمل بعض الهواتف الذكية حالياً على وظيفة الشحن بدون تلامس من قبل المصنع، ومنها على سبيل المثال جهاز إل جي Optimus G Pro وكذلك موديلات غوغل نيكسوس 4 و 5 بالإضافة إلى بعض موديلات نوكيا لوميا الفاخرة.
وإذا كان الهاتف الذكي لا يدعم معيار Qi، فيمكن تزويده بهذه التقنية لاحقاً بكل سهولة؛ حيث تقدم شركة سامسونغ لجهازها غالاكسي S4 مثلاً غطاءً خلفياً لإجراء عملية الشحن بدون كابل. وهناك العديد من الشركات المنتجة للملحقات التكميلية توفر أغطية خاصة للهاتف الذكي آبل آيفون للشحن اللاسلكي، كما تزخر أسواق الإلكترونيات ببطاريات قابلة للاستبدال تدعم معيار Qi.
وقد لا يكون معيار Qi هو الوحيد في المستقبل لشحن بطاريات الأجهزة الجوالة لاسلكياً؛ حيث يجري العمل حالياً على تطوير معيار ثان يحمل اسم Rezence، ويقف وراءه مجموعة من الشركات العالمية مثل سامسونغ وديل والعديد من الشركات المنتجة للمعالجات مثل إنتل وكوالكوم، وتندمج هذه الشركات في تحالف من أجل الطاقة اللاسلكية (A4WP).
ومن الناحية التقنية يعمل معيار Rezence بطريقة مختلفة عن معيار Qi، ويهدف إلى توفير المزيد من قوة ومدى الشحن؛ حيث يمكن استعماله مثلاً لشحن أجهزة اللاب توب الصغيرة بدون أية كابلات مزعجة. غير أنه لم يتم الكشف عن أية بيانات بخصوص نوعية الأجهزة التي يتم تزويدها بمعيار Rezence أو موعد طرحها في الأسواق العالمية.
مدة شحن أطول
ومع ذلك، تنطوي قواعد الشحن غير المزودة بقابس على بعض العيوب؛ حيث أوضح أستاذ الفيزياء يورغن هاسه قائلاً: "تستغرق عملية الشحن فترة أطول؛ نظراً لأن عملية نقل الطاقة تتم بشكل أكثر كفاءة وفعالية عن طريق الكابل".
وأكد المحرر التقني الألماني شبير على ذلك بقوله: "أثبتت اختباراتنا أن الهاتف الذكي مثلاً يحتاج إلى فترة أطول من المعتاد بنسبة تصل إلى 50%، وبالتالي تزداد نفقات الطاقة نظراً لزيادة معدل الاستهلاك. بالإضافة إلى أن الهاتف الذكي يصبح ساخناً نسبياً أثناء عملية الشحن.
وعاد الخبير الألماني شبير ويطمئن قائلاً: " لم يتم حتى الآن رصد أية مشاكل ناجمة عن ذلك خلال الاختبارات التي تم إجراؤها".
من يان أونغروهه













