(د ب أ) – تكفل رجل أعمال ألماني بتكاليف رحلة الملياردير الروسي المعارض ميخائيل خودوركوفسكي من سجنه في روسيا إلى العاصمة الألمانية برلين.
كان خودوركوفسكي قد انتقل يوم الجمعة (20 ديسمبر 2013) في أعقاب صدور قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالعفو عنه من سجنه في سان بطرسبرج إلى برلين على متن طائرة خاصة مملوكة لرجل الأعمال الالماني اولريش بترمان الذي يعمل في مجال الإلكترونيات.
وأوضح متحدث باسم بترمان أن هذه الخطوة "عمل إنساني جاء بناء على مناشدة من وزير الخارجية الألماني الأسبق هانز ديتريش جينشر".
يذكر أن جينشر /86 عاما/ كان قد شغل منصب وزير خارجية ألمانيا ونائبا للمستشار في الفترة بين عامي 1974 حتى 1992
جينشر وقضية خودوركوفسكي: مهمة الحرية
إخلاء سبيل منتقد الكرملين خودوركوفسكي يرجع إلى حد كبير إلى الدبلوماسية السرية الألمانية. فقد نشرت وسائل الإعلام تفاصيل جديدة تظهر كيف وصل الأمر بالرئيس الروسي بوتين إلى تغيير موقفه.
لقد أصبح هذا الأمر ممكناً من خلال المفاوضات السرية قام بها وزير الخارجية الألماني الأسبق هانز ديتريش جينتشر، الذي استقبل خودوركوفسكي يوم الجمعة (20 ديسمبر 2013) في مطار شونيفيلد في برلين.
ووفقاً لصحيفة "فرانكفورتر ألغماينه زونتاغس تسايتونغ" فقد التقى جينشر مرتين مع الرئيس فلاديمير بوتين للتشاور بشأن إطلاق سراح الملياردير الروسي المعارض للحكومة الروسية ميخائيل خودوركوفسكي. فقد صرح بذلك مكتب جينشر موضحا أن جينشر/ 86 عاما/ قام بإحضار ومرافقة خودوركوفسكي من مطار برلين شونيفيلد يوم الجمعة (20 ديسمبر 2013).
وتشير الصحيفة إلى لقاء جينشر ببوتين في حزيران/يونيو 2012 في مطار برلين تيجيل في إطار هذه الوساطة حيث كان الرئيس الروسي يزور ألمانيا كأول زيارة له بعد إعادة انتخابه رئيساً لروسيا، مبينا أن اللقاء تم دون علم من الرأي العام.
وكان بوتين أعرب في ذلك اللقاء عن عدم تأكده من فرص إطلاق سراح المعارض الروسي، بينما واصل جينشر مساعيه في هذا الشأن. وتضيف الصحيفة أن مكتب المستشارية والسفير الألماني في روسيا أولريش براندنبورج حرصا على أن تصل مقترحات جينشر إلى الرئيس بوتين.
كما تشير إلى أن جينشر توجه بداية هذا العام إلى موسكو حيث التقى للمرة الثانية مع الرئيس الروسي هناك لمناقشة الأمر.
وبعد إصدار بوتين قرارا بالعفو عن خودوركوفسكي يوم الجمعة (20 ديسمبر 2013) سمح لاثنين من الطيارين يقودان طائرة ألمانية خاصة لإحضار المعارض الروسي إلى ألمانيا بدخول روسيا دون تأشيرة.
وتبين الصحيفة أن هذه الطائرة الخاصة ملك لأولريش بيترمان المستثمر الألماني من منطقة زاورلاند بولاية شمال الراين ويستفاليا غرب البلاد وهو أحد أصدقاء جينشر.
وعلى مدرج مطار شونيفيلد في برلين كان الكسندر راهر، أستاذ العلوم السياسية والخبير بالعلاقات الروسية، يقف إلى جانب خودوركوفكسي وجينشر. فقد قدم راهر المشورة إلى جينشر في الأشهر الأخيرة وكشف مؤخراً لموقع "شبيغل أونلاين" تفاصيل المهمة الحساسة حول عمق القنوات السرية بين ألمانيا وروسيا.
وبحسب راهر، فإن وزير خارجية ألمانيا السابق "جيدو فيسترفيله" والسفير الألماني في موسكو "أولريش براندنبورج" كانوا من بين المشاركين في العملية أيضاً. وكان جينشر على تواصل وثيق مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
وأشاد راهر بنهج جينشر: "لقد عمل ببراعة، إذ كان من المهم للغاية أن لا يتم الإعلان عن اجتماعاته العديدة مع القيادة الروسية. وكانت الطريقة الوحيدة لإنجاح المهمة". وكان إطلاق سراح خودوركوفسكي "انتصاراً للدبلوماسية الألمانية السرية". فهذا يظهر امتلاك برلين لقنوات في موسكو لا يملكها البريطانيون أو الأمريكان.
خودوركوفسكي : الشعور بالحرية لا يصدق
وفي أول مقابلة صحفية له بعد العفو عنه وأطلاق سراحه من السجن، قال قطب النفط الروسي السابق ميخائيل خودوركوفسكي لمجلة "ذا نيو تايمز" الروسية إن الشعور بالحرية لا يصدق.
وقال خودوركوفسكي للمجلة السياسية المنتقدة للكرملين "بعد عشرة أعوام، إنه شعور لا يصدق بالحرية … والشيء الأكثر أهمية الآن هو: الحرية، الحرية، الحرية!
وأجري خودوركوفسكي /50 عاما/ المقابلة مع رئيسة التحرير يفجينيا ألباتس في برلين، حيث وصف بعض الظروف التي مر بها خلال فترة سجنه.
وظهر على خودوركوفسكي، الذي التقى بوالديه في العاصمة الألمانية برلين يوم السبت (21 ديسمبر 2013) للمرة الأولى منذ عشر سنوات خارج السجن، منبهرا بالتغيير والانطباعات الجديدة بعد كل هذه السنوات في السجن – لدرجة أنه لم يكن مستوعبا أنه أصبح حرا طليقا بالفعل.
ونشرت ألباتس أيضا صورا بدا فيها خودوركوفسكي نحيفا ويرتدي نظارة بلا إطار داخل غرفته في فندق أدلون في برلين.
وحتى إطلاق سراحه يوم الجمعة (20 ديسمبر 2013)، اعتاد السجين السياسي الأبرز في روسيا على الكتابة لمجلة "ذا نيو تايمز" في أحيان كثيرة عن حياته اليومية في السجن وكذلك عن القضايا السياسية المنظورة أمام المحاكم في روسيا .
ومن المقرر أن يعقد قطب النفط السابق مؤتمرا صحفيا في برلين الساعة "1200 بتوقيت جرينتش، يوم الأحد (22 ديسمبر 2013) حيث يعتزم وضع الخطوط العريضة لتفاصيل خططه المستقبلية .
وسيعقد المؤتمر الصحفي في متحف بالقرب من موقع نقطة تفتيش تشارلي التاريخية في برلين – نقطة عبور مهمة بين برلين الشرقية والغربية خلال الحرب الباردة.
وكان والدا خودوركوفسكي وصلا يوم السبت (21 ديسمبر 2013) إلى برلين حيث يقيم ابنهما بعد إطلاق سراحه بقرار عفو صادر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكان الملياردير الروسي التقي في برلين مع ابنه باول الذي يعيش في نيويورك.
يذكر أن خودوركوفسكي الذي أمضى في السجن عشرة أعوام بتهمة الاختلاس والسرقة والتهرب الضريبي سافر إلى برلين بعد قرار بوتين المفاجئ بالعفو عنه، وقالت وزارة الخارجية الألمانية إنها منحته تأشيرة لمدة عام.













