تعد المياه نقطة الجاذبية الخاصة بهامبورغ. فنهر الإلبه بكونه شريان المدينة الرئيسي، وميناء هامبورغ الرائد في ألمانيا بكونه قلب المدينة، يمنحان هامبورغ ثروتها وأجواءها البحرية الفريدة. وكانت هذه الواجهة البحرية في العصور الماضية بوابة رئيسية للمهاجرين من كافة أنحاء أوروبا، وفي الوقت الحاضر لا تزال هامبورغ بجمالها وطابعها الدولي تجذب المزيد من الناس إليها من كافة أنحاء العالم. وتعد منازل التجارة البديعة على طول ضفاف نهر الإلبه ومدينة المخازن التاريخية (شبايشر شتادت) بمثابة وثيقة على غنى مدينة هامبورغ وثرائها.
مدينة بواجهة مائية
بالفعل، تهيمن المياه على المنظر العام لهامبورغ، حيث تعد من أهم المظاهر الفاتنة في هذه المدينة الهانزية. ويساهم كل من ميناء هامبورغ الشهير ونهر الإلبه وبحيرة الألستر الكبيرة مع قنوات المياه العديدة في خلق نمط فريد وأجواء بحرية ذات نكهة خاصة. كما تضم المدينة عدداً لا يحصى من المنتزهات والحدائق العامة والشواطئ التي توفر فرص الاسترخاء في كل مكان بالإضافة إلى مجموعة من المرافق والوسائل الترفيهية المتنوعة المناسبة لجميع أفراد العائلة. في حين تساهم الشواطئ الرملية على طول نهر الإلبه وأشجار النخيل الرائعة في إضفاء لمسة من أجواء البحر المتوسط على هامبورغ.
وبينما تدعوك بحيرة الألستر الكبيرة المتواجدة في قلب المدينة للقيام برحلات بحرية بواسطة القوارب، تجذبك المنتزهات الجميلة المحيطة بالبحيرة للقيام بالنزهات وممارسة رياضة المشي والاسترخاء. كما يمكنك تناول القهوة أو التمتع بوجبة لذيذة في أحد المطاعم الكثيرة المتنوعة التي تضمها المدينة.
ويتيح لك ميناء هامبورغ فرصة التمتع بزيارة سوق السمك الفريد، الذي يحتوي كل شيء: ابتداءاً من التحف الصينية ووصولاً إلى الأسماك الطازجة. وتعتبر زيارة سوق السمك (فيش ماركت) من الأشياء التي لا ينبغي تفويتها، ليس فقط بالنسبة للذين يستيقظون مبكراً أو عشاق السهر، بل لجميع زوار المدينة. ففي أيام الآحاد تسير الحشود (من الساعة 5 وحتى 9:30 صباحاً) في الممرات الضيقة حيث تباع كافة أنواع المأكولات والفواكه والسلع بأسعار رخيصة. ويمكن الحصول على شتّى البضائع تحت سقف قاعة المزاد العلني التي يبلغ عمرها 100 عام ويرتبط اسمها بالسمك تاريخياً. ومن التجارب الرائعة للذين يستيقظون باكراً هو تناول الفطور في هذه القاعة التاريخية على أنغام موسيقى الجاز.
ويمكن الانطلاق من جسر (لاندونغسبروكن) برحلة سياحية استكشافية عبر الميناء، حيث تعد منازل التجار البديعة على ضفتي نهر (الإلبه) ومجمع مدينة المخازن التاريخي الضخم (شبايشر شتادت) شهادة على تاريخ مدينة هامبورغ الحرة الهانزية. فعمر هذا المجمع التاريخي يمتد إلى أكثر من 100 عام، ويضم بضائع ذات قيمة عالية كالشاي والكاكاو والقهوة والتوابل والتبغ وغيرها، كما يوجد فيه أكبر مخزن للسجاد الشرقي في العالم.
وخلف الحائط الضخم لمدينة المخازن يمكنك أن تتمتع بجو رومانسي بين قنوات المياه الجارية وأبنية العصر الغوطي والسطوح الموشورية والأبراج الغريبة الشكل.
وما بين (شبايشر شتاد) وميناء هامبورغ، يمكنك القيام بنزهة عبر مدينة الميناء (هافن سيتي) والمناطق المحطية بها. ففي هذه المنطقة التي تعد من أهم مشاريع التطوير الحضري وأكثرها جاذبية في أوروبا، تجد مزيجاً رائعاً من العمارة الهندسية المعاصرة والبناء التاريخي ذي الطوب الأحمر الذي لن تجد أفضل منه في أي مكان آخر. ومع ما تزخر به مدينة الميناء (هافن سيتي) من فنون معمارية وما تمثله من موقع شعبي للمتاحف والمهرجانات، فإنها تعد واحداً من أهم المواقع السياحية الشعبية في هامبورغ. ومن روائع العمارة الهندسية لهذا المشروع، يبرز مبنى الحفلات الموسيقية (إلبفيلهارموني) التي يمزج تصميمه بين العراقة والحداثة ليتماهى مع هذه المدينة الهانزية الواقعة مباشرة على المياه.
نقطة مثالية للرحلات المثيرة
ومع تشابه عادات السفر بالنسبة للسياح العرب في منطقة الشرق الأوسط، فهم يتوجهون إلى مدن مثل (تسل آم زيه) و(سالزبورغ) و(ميونخ) أو يسافرون إلى (لندن) أو (باريس). ولكن إذا تمعنا أكثر في وجهات السفر العالمية لوجدنا أن هناك طرق ووجهات جديدة! ففي كل عام ترسو في ميناء هامبورغ آلاف السفن البحرية القادمة من جميع أنحاء العالم. وتعتبر مدينة هامبورغ بحق نقطة مثالية للانطلاق بجولات استكشافية ورحلات بحرية مثيرة سواء إلى المدن الألمانية الأخرى أو باتجاه المضيق البحري المذهل للنرويج أو عبر البحر المتوسط أو حتى حول العالم، فهامبورغ توفر كل شيء لهكذا رحلات. وفي العام 2012 تم تنظيم أكثر من 150 رحلة، بين يناير وديسمبر، لتحمل عشاق الجولات البحرية إلى مدن العالم، حيث تتوفر في موسم الصيف الكثير من العروض المناسبة لذلك، منها جولات على متن السفينة السياحية (إم إس سي ليريكا)، تنطلق من هامبورغ إلى العديد من الدول كالمملكة المتحدة وهولندا والسويد وإستونيا والاتحاد الروسي والدنمارك والنرويج وآيسلندا.
وبحكم موقعها المثالي تمنحك هامبورغ فرصة التمتع باستكشاف مدن ألمانية أخرى من خلال العديد من الرحلات اليومية، حيث لا تبعد عنها مدينا (بريمن) و(هانوفر) سوى ساعة بواسطة القطار، في حين يمكن الوصول إلى برلين خلال ساعة ونصف.
كما يحولها هذا الموقع إلى نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف البلدان المجاورة أيضاً، كالقيام برحلة مثيرة إلى الدنمارك، حيث يأخذك القطار من هامبورغ إلى كوبنهاغن في غضون أربع ساعات ونصف، بما في ذلك رحلة تمتد لخمس وأربعين دقيقة على متن عبارة. وخلال رحلة العبارة يمكنك التسوق دون ضرائب، لتتحول رحلتك بالتأكيد إلى تجربة مذهلة.
وبالنسبة للرحلات الجوية فهناك يومياً 8 رحلات بالطائرة إلى العاصمة الهولندية أمستردام، و12 إلى لندن عاصمة بريطانيا، و6 إلى العاصمة الفرنسية باريس، و8 إلى العاصمة النمساوية فيينا.
ولكي تعيش تجربة متفردة بالفعل فما عليك إلا بدء رحلاتك البحرية من هامبورغ، حيث يمكنك الاختيار بين ما يقارب 150 رحلة بحرية مختلفة. وسواء أكنت ترغب باستكشاف مضيق النرويج الساحر أو البحر المتوسط فإن كل شيء متاح في هذه المدينة. وهي توفر رحلات بحرية متنوعة، منها رحلات تمتد على مدار أربعة أيام وأخرى حول العالم تصل إلى 140 يوماً.
وبمجرد تمعنك في برنامج الرحلات بين هامبورغ والمدن الأخرى ستجد أن هامبورغ تمنحك طرقاً ووجهات جديدة. ويتمثل برنامج الرحلات في المسارات التالية: دوسلدورف- هامبورغ- برلين، هامبورغ- كوبنهاغن، هامبورغ- كوبنهاغن- ستوكهولم، هامبورغ- برلين- براغ، أمستردام- هامبورغ- كوبنهاغن، وهناك أيضاً رحلات بحرية لمدة 7 أيام تشمل: هامبورغ- المملكة المتحدة- هولندا- هامبورغ، ورحلات بحرية أخرى لمدة 13 يوم تشمل المحطات التالية: هامبورغ- هولندا- السويد- إستونيا- الاتحاد الروسي- الدنمارك- هامبورغ.
