دوسلدورف 29 تشرين أول/أكتوبر 2014 (د ب أ)- تصدح موسيقى يابانية ناعمة ، فيما يجلس الضيوف على كراسي محاطة بسجاد سميك يخفف إلى حد ما من مستويات الضوضاء. تقطع قارئة هذا الجو الحالم بضحكة عالية ، ليسارع جيرانها بالإيماء لها بان تخفض صوتها .
هل هي مكتبة الحي الجديدة ؟ لا ليس تماما . انه مقهى " مانجا " الجديد في دوسلدورف ، المخصص للكتب الكوميدية على الطراز الياباني . يقدم المقهى أكثر من 11 الف كتاب هزلي للقراءة ، مغلفة بشكل خاص لحمايتها من المأكولات الموجودة على القائمة من الحساء والقهوة إلى الكاري . ويفترض انه أول مقهى من نوعه في ألمانيا .
وتعنى كلمة مانجا فن الكتب المصورة الهزلية اليابانية. يمضى كل شئ على ما يرام حتى الآن " ، بحسب تاتسوهيرو ميزوتاني /39 عاما ، وهي مالكة مقهى مانجا الذي افتتح في تموز/يوليو الماضي . بدأت تظهر هذه المقاهي في اليابان منذ سبعينيات القرن الماضي ، لتغري الزوار بالاستمتاع بكوب من الشاي خلال تصفح كتاب مصور . واليوم طوكيو لديها مئات عدة منها . ولكن يظل المبدأ هو نفسه حتى اليوم : تشجيع الزوار على التصفح وليس الشراء .
وتبلغ تكلفة ساعة من الاستمتاع بالكتب الكوميدية على مقعد أو أريكة مريحة 5 يورو (40 ر 6 دولار) . ولمن يريدون مزيدا من الخصوصية هناك اكشاك للتأجير . ولا يسمح بالدخول بالحذاء ، لكن يوجد نعال متوفرة من أجل راحة الزوار . وتقول ميزوتاني إن نحو 30 زائرا يتوافدون في اليوم على المقهى . يبقى أغلبهم ساعة أو ساعتان . وتضيف :" امتدت أطول زيارة على مدار تسع ساعات ". وأشهر قصة مصورة حاليا هي " شينجيكي نوك يوجين " والتي تترجم إلى " هجوم على تيتان " . تتناول السلسلة قصة قناص شاب وشقيقته بالتبني يحاولان حماية الانسانية من العمالقة . من ناحية اخرى ، تجد آليتا /34 عاما/ ان زياراتها إلى المقهى تساعدها في درجتها العلمية في اللغة اليابانية . وتقول " أعزز مقدرتي على القراءة ، اتدرب على الحروف الابجدية والكلمات ".
الا انه لا يوجد حاجة لتكون على دراية باليابانية للاستمتاع بزيارة . نحو 700 كتاب باللغة الألمانية رغم ان الكتب مازالت متمسكة بالتقليد الياباني ما يعني ان البداية توجد حيث المكان الذي توجد فيه النهاية في كتاب بإحدى لغات الغرب . تأتي الكتب بإشارات خاصة تحذر القارئ انه سوف يفسد النهاية إذا بدأ من الصفحة التي عادة ما يعتبرها المقدمة . وتقول كاترين اوست من دار النشر الألماني للكتب الكوميدية " طوكيوبوب " إنه لا يوجد شك ان المانجا غزت ألمانيا .
دوسلدورف بها ثالث أكبر تجمع ياباني في أوروبا بعد لندن وباريس ، ما يجعلها الموقع الامثل لاقامة مقهى مانجا ، بحسب مؤلفة القصص الهزلية والكتب المصورة اليابانية (مانجا) مارتينا بيترز /29 عاما/ . وهي ترى أنها مجرد بداية.
