(د ب أ)- يعد الشخير مصدر إزعاج للمحيطين بالشخص المصاب به؛ حيث أنه يقض مضاجعهم ويسلب النوم من أعينهم. كما أن الشخير قد يكون جرس إنذار للمصاب به نفسه؛ حيث أنه قد يكون مؤشراً على متلازمة انقطاع النفس الإنسدادي النومي، التي ترفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والأزمة القلبية.
وقال البروفيسور الألماني إنغو فيتسه، عضو مركز اضطرابات النوم الألماني، إن الشخير ينجم عن اهتزاز الأجزاء الرخوة في الجهاز التنفسي العلوي، وفي الغالب بسبب ارتخاء شراع الحنك ولهاة الحلق. ويزداد الاهتزاز عندما يقل شد العضلات عند النوم، ما يتسبب في تضييق (انسداد) المسالك التنفسية العلوية.
كما قد ترجع الإصابة بالشخير إلى بعض الخصائص التشريحية، مثل كبر حجم اللوزتين أو ضيق البلعوم أو صغر الفك السفلي.
إيقاعي أم غير إيقاعي؟
وأوضح الطبيب الألماني ميشائيل هيرتسوغ، عضو الجمعية الألمانية لطب الأذن والحنجرة وجراحة الرأس والحلق، أن الشخير ينقسم إلى نوعين: إيقاعي وغير إيقاعي. وفي حال الشخير الإيقاعي تتأرجح لهاة الحلق ذهاباً وإياباً مع كل نفس مثل شراع في مهب الريح.
ويعد هذا أمراً مزعجاً للمحيطين، ولكنه لا يشكل خطراً على المصاب ذاته، سوى المعاناة من بعض المشاكل، مثل الصداع وضعف التركيز والنعاس في اليوم التالي، بالإضافة إلى جفاف الفم والتعرق.
وعلى النقيض يتسبب الشخير غير الإيقاعي، الذي يعد أحد أعراض انقطاع النفس الانسدادي النومي – أي توقف النفس أثناء النوم بشكل منتظم – في زيادة خطر الاصابة بالسكتة الدماغية والأزمة القلبية وارتفاع ضغط الدم.
وأردف هارتموت رينتمايستر، عضو الرابطة الألمانية العامة لاضطرابات النوم المزمنة، أن متلازمة انقطاع النفس الإنسدادي النومي تتسبب في انسداد المسالك الهوائية العلوية لمدة 10 ثوان على الأقل بمعدل أكثر من 10 مرات لكل ساعة.
وأضاف هيرتسوغ أن المخ يستجيب لتراجع مستوى الأكسجين؛ فيتسارع نبض القلب وينحدر المصاب من نوم عميق إلى نوم أخف، ما يتسبب في إصابة العضلات بالشد وانفتاح المسالك التنفسية.
وأشار الطبيب الألماني هيرتسوغ إلى أنه يمكن تحديد سبب اضطراب التنفس المرتبط بالنوم من خلال مقياس القلب والتنفس؛ حيث يقوم الجهاز بقياس حركات التنفس ومحتوى الأكسجين في الدم ومعدل ضربات القلب ووضع النوم ليلاً.
المنظار يحدد السبب
كما يمكن إجراء منظار لتحديد سبب الشخير؛ فأثناء عملية محاكاة للنوم يقوم اختصاصي النوم بفحص المريض لمعرفة موضع الاهتزاز؛ فإذا كان موضع الضيق عند جوف الفم أو عند اللوزتين، فقد يستلزم الأمر الخضوع للجراحة، ولكن الأعراض قد تعود مرة أخرى بعد مدة تتراوح من سنتين إلى ثلاث سنوات.
ويتمثل العلاج القياسي لمتلازمة انقطاع النفس الانسدادي النومي في ارتداء قناع تنفس أثناء النوم، والذي يضغط على المسالك التنفسية العلوية للحيلولة دون انقباض العضلات أثناء النوم.
كما تعد وسائد الظهر الخاصة من الوسائل المستخدمة في العلاج؛ حيث أنها تحول دون النوم على الظهر مباشرة، بحيث يتم رفع الجزء العلوي من الجسم بما يصل إلى 30 درجة تقريباً.
ويوصي هيرتسوغ المصابين بانقطاع النفس الإنسدادي النومي، الذين يعانون من السمنة، باستعمال قناع التنفس ليلاً وممارسة الرياضة على مدار اليوم؛ حيث أن فقدان الوزن يخلصهم من المتلازمة.
وبشكل عام، ينبغي على المصابين بالشخير الإقلاع عن المشروبات الكحولية والتدخين والحبوب المنومة والوجبات الدسمة قبل النوم.
من مارايكه فيته