برلين/كريفيلد 21 كانون ثان/يناير (د ب أ)- يشعر الكثيرون بالرعب والفزع عند إصابة مريض الصرع من أقاربهم أو زملائهم في العمل بنوبة مفاجئة ولا يعرفون سبيلاً للتعامل مع ذلك. وأكد اختصاصي علاج الصرع الألماني كلاوس غوكه أن التحلي بالهدوء يمثل أول خطوة في التعامل السليم مع مريض الصرع.
وأضاف غوكه، عضو الجمعية الألمانية لعلاج الصرع بالعاصمة برلين، أنه ينبغي على الأشخاص المحيطين بمريض الصرع أثناء إصابته بالنوبة إبعاد جميع الأشياء التي يمكن أن يصطدم بها في هذا الوقت والتي قد تؤدي إلى إصابته بجروح كالمقاعد مثلاً أو المنضدة أو المكتب أو أية أجهزة كالتلفاز أو الحاسوب أو الطابعة، إذا ما حدث ذلك في مكان العمل مثلاً.
ولحماية رأس المريض بصفة خاصة أثناء إصابته بنوبة الصرع، أوصى اختصاصي علاج الصرع غوكه بوضع أي شيء ناعم تحتها كوسادة صغيرة أو معطف.
اعتقاد خاطىء
وأكد غوكه على خطأ الاعتقاد الشائع بضرورة وضع قطعة قماش داخل فم مريض الصرع أثناء إصابته بالنوبة، كي لا يقوم بعض لسانه في هذا الوقت؛ لأن اللسان يتراجع من تلقاء نفسه أثناء الإصابة بالنوبة إلى الخلف، ومن ثمّ ليس هناك أي داع أن يحاول الأشخاص المحيطون بالمريض إتباع هذه الطريقة.
وأوضح اختصاصي علاج الصرع الألماني أنه عادةً ما تستغرق نوبة الصرع مدة تتراوح بين 3 و5 دقائق، لافتاً إلى أنه ينبغي أن يعرف الأشخاص المحيطون بالمصاب أنه ليس بإمكانهم إيقاف النوبة مطلقاً.
ويلتقط فرانك بيرغمان، عضو الرابطة الألمانية لأطباء الأعصاب بمدينة كريفيلد، طرف الحديث مشدداً على ضرورة استدعاء طبيب طوارىء على الفور إذا استمرت نوبة الصرع لمدة تزيد عن 5 دقائق، وإلا قد تتعرض حياة المريض للخطر.
وأضاف بيرغمان أن هذا الأمر يسري أيضاً إذا ما ظل المريض في وعيه وأصيب في الوقت ذاته بنوبات صرع متتالية أو إذا فقد وعيه لمدة تزيد عن 20 دقيقة؛ حيث يمكن أن تتسبب مثل هذه النوبات في حدوث اضطرابات بوظائف الجسم المهمة للبقاء على قيد الحياة كعملية التنفس مثلاً أو ضغط الدم.
وتجدر الإشارة إلى أن الصرع هو أكثر الأمراض المستديمة شيوعاً التي تصيب الجهاز العصبي المركزي، وهو عبارة عن اختلال عصبي ينتج عن اضطراب الإشارات الكهربائية في خلايا المخ.