وعندما اقترح علي أحد المدرسين أن يدرس سلوكها، لم يكن أحد يتخيل أن ذلك سيضع حجر الأساس لمهنة باحث ألماني في مخ القرود، ليحاصر في وقت لاحق من قبل أنصار منظمات الرفق بالحيوان.
وقام الطالب كريتر /17 عاما/ بإقامة وحدة " أسرع من الصوت " لتسجيل حركة الزواحف، وجهاز إلكتروني للتخزين لتقييم نتائج الاختبارات، وأهله هذا الاختراع للفوز بجائزة في مسابقة شبابية خاصة بالعلوم في ألمانيا.
وأصبح المخترع الصغير الذي ،صار عمره الآن 50 عاما، إخصائيا في العلوم العصبية، ويجري أبحاثا على القرود بمعهد أبحاث المخ بجامعة بريمن.
ولكي يفهم كيفية عمل المخ البشري، يقوم كريتر بفتح جماجم فصيلة من القرود الآسيوية بعد تخديرها، ثم يدخل موصلات إلكترونية في المخ لقياس نشاط الخلايا العصبية.
ويرى كريتر أن تجاربه لا تسبب أي ألم للحيوانات، غير أن أنصار الرفق بالحيوان يتهمونه بأنه يقلل من شأن معاناة القرود.
ولتحفيز القرود على المشاركة في الاختبارات العصبية يقدم زملاء كريتر لها مشروبا يتناولونه خلال التجارب.
وأكد كريتر أن التجارب ليست سيئة بالنسبة للقرود، وأنه لايقوم بأي شيء ضد رغبتها.
ومع ذلك، تتبنى رابطة الرفق بالحيوان في ألمانيا نظرة مختلفة.
فقد وصف عالم الأحياء رومان كولر رئيس أكاديمية رعاية الحيوان في ألمانيا تجارب كريتر بأنها تسبب معاناة شديدة للقرود، التي تجبر على قضاء ساعات بشكل غير طبيعي وبدون حركة على مقعد يقيد حركتها مما يمثل قسوة إزاء الحيوانات.
ومع ذلك تؤيد مؤسسة الأبحاث الألمانية تجارب كريتر وتمولها، كما تصفها بأنها لا غنى عنها، وتقول إن هناك حاجة لمزيد من مثل هذه الأبحاث للتوصل إلى أدوية لرفاهية الإنسان.
وبعد لعبة شد حبل قضائية صدر حكم من المحكمة الإدارية الاتحادية في ألمانيا عام 2014 يقضي بضرورة استمرار التجارب على القرود.
وعقبت وزارة الصحة الألمانية على الحكم بقولها أنه "ما دام مشروع البحث لم يتغير بشكل محوري فإن هذا الحكم القضائي سينطبق أيضا على التجارب المستقبلية ".
من : هيلين هوفمان













