(د ب أ) – تعد الفأرة بمثابة الجندي المجهول في عالم الحاسوب، فعلى الرغم من أنها القطعة الأكثر استخداماً، إلا أنها لا تلقى نفس الاهتمام الذي يلقاه غيرها عند شراء الجهاز، مما قد يؤثر سلباً على إنتاجية المستخدم وراحته. لذا يوصي الخبراء بإعطاء هذا الجهاز الصغير مزيداً من الوقت عند شرائه لاختيار الموديل الأنسب من الناحيتين التقنية والصحية.
وقال فلوريان هولتس باور من مجلة الكمبيوتر "شيب" الألمانية، إنه مع التقدم التقني والتكنولوجي الذي يشهده عالم الحاسوب كل يوم، أصبحت بعض الموديلات في طي النسيان، مثل الفأرة ذات الكرة الشهيرة والفأرة المزودة بمستشعر ضوئي.
فأرة الليزر
وأضاف باور أن فأرة الليزر حلت محل هذين الموديلين، موضحاً أنها تعمل عن طريق ترجمة إشارة حركة الفأرة على السطح ونقلها إلى المؤشر على الشاشة عن طريق ما يعرف بمعالجة إشارة الليزر. وتمتاز هذه الفأرة بدقتها الفائقة، وتتوافر بنوعين: سلكي ولاسلكي، وتختلف دقتها باختلاف الشريحة السعرية وفئة المستخدمين المستهدفة.
وتمتاز الموديلات اللاسلكية بتوفير المساحة على المكتب، إلا أنها قد تسبب إزعاجاً للمستخدم أحياناً بسبب فراغ شحنة البطارية أو انقطاع الإشارة، ولكن هذه النوعية غالباً ما تكون الحل الوحيد لتوصيل الفأرة ولوحة المفاتيح في نفس الوقت بالحواسب اللوحية أو أجهزة الحاسوب الصغيرة التي لا تشتمل إلا على منفذ USB وحيد، وخاصة إذا لم يتوفر في الجهاز خاصية البلوتوث.
وأكد باور أن الفأرة تعد أحد أسلحة اللاعبين الهامة، لذلك فهم بحاجة لفأرة ذات حساسية فائقة، مزودة بالعديد من الأزرار، التي يمكن برمجتها. وأردف الخبير الألماني أن هذه الأزرار قد تكون غير ضرورية في حالة الاستخدام العادي للحاسوب، ويعيب هذه الفأرة أنها تحتاج إلى تعود اللاعب عليها نوعاً ما؛ ففي حالة تعطل الفأرة، فإن اللاعب يحتاج إلى أن يعتاد من جديد على هذه الأزرار، أو استبدالها بنفس الموديل مرة أخرى.
وهناك أنواع من الفأرة اللاسلكية تشتمل على شاشة لمسية، والتي يمكنها أنه تحل بشكل جزئي محل وظيفة التحكم في الشاشات اللمسية في الأجهزة المزودة بنظام تشغيل ويندوز 8. ولكن إذا رغب المستخدم في استعمال ويندوز 8 بشكل تقليدي، فيمكنه أيضاً التحكم في نظام الويندوز الجديد عن طريق مؤشر الفأرة.
ونظراً لارتفاع سعر الفأرة المزودة بشاشة لمسية، فإن من يمتلكها هو واحد من أولئك المغرمين بعمليات الإدخال اللمسي، ومع ذلك فإن هناك بعض المستخدمين الذين يفضلون استخدام لوحة التعقب أو الإدخال عن طريق لوحة الرسومات وقلم الإدخال.
راحة الاستخدام

ومن جانبه، أكد البروفيسور هارتموت فاندكه أن النواحي التقنية ليست هي المعيار الوحيد الهام عند شراء الفأرة؛ حيث تلعب النواحي الصحية وراحة الاستخدام دوراً كبيراً في اتخاذ قرار الشراء.
وأوضح فاندكه، أستاذ علم النفس بجامعة هومبولت بالعاصمة الألمانية برلين، أن الفأرة المصممة بشكل جيد هي التي تتطابق بشكل كامل مع راحة اليد أثناء قبضها على الفأرة. ونظراً لاختلاف حجم راحة اليد من شخص لآخر، تطلق بعض الشركات المنتجة أحجاماً مختلفة للفأرة منها الصغير والمتوسط والكبير والكبير جداً، ولكن هذا يمثل الاستثناء لأن معظم الشركات المنتجة تطرح فأرة بحجم موحد.
وينصح البروفيسور الألماني فاندكه بتجربة الفأرة قبل الشراء واختبار مدى ملائمتها ليد المستخدم، لاختيار الموديل الأمثل والمريح لليد، مشيراً إلى أن هناك نوعان من الفأرة: الأول هو الفأرة العادية التي تحيط بها اليد من أعلى، والثاني هو الفأرة العمودية والتي يتم الإمساك بها بحيث تكون اليد مقوسة إلى الخارج.
ويوصي الخبراء بالاستعانة بفأرة كرة التتبع (Trackball) في حالات الإصابة بالتهاب الأوتار الناتج عن التحميل الزائد على الذراع، ويتميز هذا النوع بعدم حركته؛ حيث يتم تحريك المؤشر عن طريق تحريك الكرة المركبة أعلى الفأرة بإبهام المستخدم.
من توماس شورنر













