(د ب أ) – بفضل ثورة الاتصالات الحديثة والتطبيقات المتطورة يستطيع المرء منذ فترة طويلة إجراء دردشة بالفيديو مع الأهل والأصدقاء في أي زمان ومكان بواسطة الحواسب سواء كانت ثابتة أو جوالة. وفي الآونة الأخيرة ظهرت بأسواق الإلكترونيات أجهزة تلفاز ذكية توفر هذه الميزة أيضاً. ولكن انتشار هذه التقنية على نطاق واسع مازال يواجه بعض التحديات والعقبات.
وأوضح ماتياس غيرلاخ، من مجلة "شيب" الألمانية، قائلاً: "كي يتمكن المرء من استخدام التلفاز لإجراء دردشة الفيديو يُشترط توافر تلفاز ذكي مزود بوظيفة الإنترنت وبرنامج مناسب وكاميرا بالإضافة إلى اتصال إنترنت ذو نطاق عريض". وغالباً ما تتمتع الكاميرات بدقة فائقة الوضوح HD، وتشتمل على ميكروفونات مدمجة لنقل الصوت.
برنامج سكايب
والتقطت أولريكه كولمان، الخبيرة بمجلة «c't» طرف الحديث وأضافت قائلةً: "تعتمد أجهزة التلفاز التي توفر وظيفة دردشة الفيديو على برنامج سكايب كتطبيق قياسي". وعلى الرغم من أنه يتم إجراء حوارات الدردشة بشكل جيد في معظم الأحيان، إلا أنه يظهر تباطؤ طفيف. ويمتاز هذا البرنامج بسهولة الاستعمال، وإذا كان المستخدم يمتلك حساب Skype بالفعل، فيمكنه استعماله للتواصل مع أصدقائه عبر التلفاز.
ولكن هناك بعض القيود على هذه الوظيفة، حيث لا يمكن في الوقت الحالي إجراء مؤتمرات الفيديو مع أكثر من اثنين من المشاركين عبر التلفاز كما هو معروف عند استعمال الحواسب. وأضاف ماتياس غيرلاخ قائلاً: "وإذا رغب المستخدم في توجيه الدعوة إلى عدة مشاركين في الدردشة، فعندئذ سيتم إجراء الدردشة بالصوت فقط وبدون صورة الفيديو".
وبالإضافة إلى ذلك يجب أن يكون جهاز التلفاز مشغلاً باستمرار، حتى يقوم بإصدار رنين عند ورود مكالمة مثل الهواتف التقليدية، دون الاضطرار إلى تحديد موعد مسبق لإجراء الدردشة عبر التلفاز.
وليس هناك مشكلة على الإطلاق إذا كان الجهاز لا يشتمل على كاميرا ويب مدمجة، حيث يمكن للمستخدم الاعتماد على حلول التجهيز اللاحق التي تقدمها الشركات المنتجة لأجهزة التلفاز أو الشركات الأخرى نظير تكلفة تبدأ من نحو 135 دولاراً أمريكياً.
وتنصح الخبيرة الألمانية أولريكه كولمان بضرورة إلقاء نظرة على دليل تشغيل التلفاز أو البحث على مواقع الويب، كي يتجنب المستخدم شراء موديلات غير مناسية، نظراً لأن ليس كل كاميرات الويب USB تعمل مع أجهزة التلفاز المسطحة، على عكس ما هو معروف في عالم الحواسب.
ويمكن استعمال أجهزة التلفاز غير المزودة باتصال إنترنت لإجراء دردشة الفيديو، وذلك عن طريق مشغل أسطوانات البلوراي المتوافق مع برنامج سكايب، والذي يتيح إمكانية توصيل كاميرا ويب من الشركة المنتجة أو كاميرا ويب مزودة بوظيفة الإنترنت مع خدمة Skype مدمجة.
ويتم إنشاء اتصال بالتلفاز عن طريق كابل HDMI، ويتكلف كلا النظامين حوالي 270 دولاراً أمريكياً. وأوضح ماتياس غيرلاخ أنه يمكن التحكم في هذه الأنظمة عن طريق الريموت كنترول، حيث يمكن استقبال المكالمة بضغطة زر، حتى إذا كان التلفاز متوقفاً.
نطاق عريض
وكي يتمتع المستخدم بإجراء دردشة الفيديو بسلاسة ينبغي ألا يقل النطاق العريض لتحميل البيانات عن 5ر0 ميغابت/ثانية. ولإجراء دردشة الفيديو بدقة فائقة الوضوح HD، فإن الأمر يتطلب نطاق عريض للتحميل يبلغ واحد ميغابت/ثانية على الأقل. وإذا كان النطاق العريض غير كاف لدى أحد الطرفين لعرض الصورة بدقة الوضوح المطلوبة، ففي هذه الحالة يتم خفض دقة الوضوح.
وأشار الخبراء إلى أن جميع أجهزة التلفاز تقريباً، التي يمكن توصيلها بالإنترنت عن طريق كابل أو شبكة WLAN اللاسلكية، تكون مجهزة للعمل ببرامج دردشة الفيديو. وأوضح ماتياس غيرلاخ قائلاً: "تتوافر الكاميرات المدمجة في موديلات الفئة فوق المتوسطة". ومن ناحية التكلفة قد يكون من المفيد ترقية جهاز تلفاز من الفئة الأساسية من خلال تجهيزه بشكل لاحق بكاميرا ويب اختيارية.
ولا تلبي أجهزة التلفاز المزودة بكاميرا الويب حالياً المعايير والمتطلبات المهنية فيما يتعلق بجودة الصوت والصورة، بالإضافة إلى تعذر إمكانية دمج العديد من المشاركين في دردشة الفيديو. وأوضح ماتياخ غيرلاخ أن دردشة الفيديو عبر التلفاز تعتبر من الوظائف العملية حالياً في نطاق الاستخدامات الخاصة، ونظراً لأن هذه الأنظمة لا تحتاج إلى حاسوب تقليدي، فإنها تناسب كبار السن، الذين يواجهون مشكلات معقدة في التعامل مع الحواسب أو أجهزة اللاب توب.
وأضاف البروفيسور أناتول باداخ من جامعة فولدا الألمانية أن العقبات التقنية والمالية كانت تحول دون إضافة وظيفة الدردشة بالفيديو ضمن التجهيزات القياسية لموديلات التلفاز، غير أن أجهزة التلفاز ذات الشاشات المسطحة، والتي تتوافر بتكلفة منخفضة نسبياً، يمكن أن تساعد على انتشار وظيفة دردشة الفيديو عبر التلفاز بدرجة كبيرة بين الجمهور.
ويرى الخبير الألماني المتخصص في تقنية المعلومات واتصالات الوسائط المتعددة، أن العامل الأهم لانتشار وظيفة دردشة الفيديو عبر التلفاز يتمثل في شبكات IP واتصال الإنترنت في الوقت الحقيقي في المتصفح مباشرة. ولذلك تطور الشركات العالمية مثل غوغل وموزيلا وأوبرا حالياً معيار مفتوح المصدر يعرف باسم اتصال الويب في الوقت الحقيقي (WebRTC).
