العلامات التجارية الألمانية في صناعة السيارات لا تحظى فقط بشهرة كبيرة على مستوى العالم أجمع، بل تتمتع أيضاً بأرقى مستويات الجودة والإبداع من الناحية التقنية وكذلك التصميم. ولا يقتصر التفرد على السيارات بحد ذاتها، بل يمتد إلى المتاحف المتخصصة بالمركبات وإلى عروض حلبات السباق الألمانية التي يغلب عليها التنوع، سواء كانت خاصة بالدراجات النارية أو السيارات الكبيرة، أو التدريب على القيادة في الأراضي الوعرة… فالجميع سيجد غايته في ألمانيا.
تضم الولايات الألمانية كافة أكثر من مئتي نوع من عوالم ومتاحف السيارات موفرةً لزوارها بالتالي فرصاً للتعرف على تاريخ السيارات والتزود بباقة متكاملة من المعلومات المرتبطة بها وبتطورها التقني واختبار أجواء مفعمة بالإثارة كذلك، سواء كان الأمر متعلقاً بالعلامات المميزة لأكبر الماركات الشهيرة أو بماركات تاريخية نادرة.
وتتيح المتاحف المتخصصة فرصة التعرّف أكثر على التاريخ الرائع لصناعة السيارات في ألمانيا وتقفي إبداعات هذه الصناعة. هنا ستكون أمامك فرصة رائعة للقيام برحلة في تاريخ صناعة السيارات، بدءاً من الماضي ووصولاً إلى العصر الحديث مع المرور على محطات مثيرة على طريق الإنجازات المثير هذا. وما يزيد من متعة زيارة متاحف السيارات هو أن العديد منها يحتوي على قطع نادرة ونماذج لا مثيل لها، ناهيك عما تتميز به من أسلوب عرض مميز لمقتنياتها.
في المقر الرئيسي لشركة فولكسفاغن على سبيل المثال تم إنشاء حديقة متخصصة تتيح لزوارها إمكانية ممارسة أنشطة متنوعة، حيث تبلغ مساحة الحديقة الكبيرة الملحقة بمدينة السيارات خمسة وعشرون هكتاراً، وهي لا تقتصر على استقبال الجمهور المهتم بالهندسة والتقنية والوسائط المتعددة، بل ترحب أيضاً بعشاق الفنون والباحثين عن الهدوء والاستجمام.
ومن يحظى بزيارة متحف “مرسيدس-بنز” في مدينة شتوتغارت، عاصمة ولاية بادن-فورتمبيرغ، سوف يحظى بفرصة التعرف على بدايات صناعة السيارات. فانطلاقاً من الطابق العلوي من المتحف ستبدأ طريقك عبر تاريخ السيارات على جولتين في 9 مستويات، بدءاً من عام 1886 وحتى وقتنا الحاضر. ويعتبر المتحف الوحيد في العالم الذي يعرض 127 سنة من تاريخ السيارات دون فجوات. لقد صمم المبنى على غرار دوامة الحمض النووي بشكلها الحلزوني المزدوج. يوجد في داخله 160 مركبة وأكثر من 1500 معروض على مساحة 16500 متر مربع.
ويتوزع المتحف بين قاعات الأساطير وقاعات التشكيلات. فبينما تحكي قاعات الأساطير تاريخ العلامة التجارية “مرسيدس-بنز”، تُظهر قاعات التشكيلات تنوع العلامة التجارية، وتبلغ ذروة التشكيلات المنوعة في وحدة العرض “زيلبر بفايله- رينن اند ريكورده” (سهام فضية – سباقات وأرقام قياسية). ففي منحنى جداري حاد يتم عرض مركبات أسطورية حاملة لأرقام قياسية: مركبات السباقات فونيكس، بليتزن-بنز، زيلبر بفايله (السهم الفضي)، فايسه إيليفانته (الفيل الأبيض) وحتى سيارة لويس هاميلتون بطل العالم لسباقات الفورمولا-1 من عام 2008.
ولا يقتصر التفرد على متحف مرسيدس-بنز، بل يمتد إلى متحف “بورشه”، الذي تم افتتاحه في عام 2009 عند ساحة “بورشه بلاتس” تماماً، وذلك لأن هذا المكان يشهد منذ عام 1950 إنتاج المركبات الرياضية، التي تتزين أغطية محركاتها بشعار “بورشه” المعروف.
يرتكز مبنى متحف “بورشه” على ثلاثة أعمدة على شكل حرف “في” بالإنكليزية. ويبلغ وزن هيكل المتحف 35 ألف طن، فيه 6 آلاف طن من الفولاذ، أي أكثر من برج إيفل في باريس. ويعرض المتحف على مساحة 5600 متر مربع حوالي 80 مركبة و200 معروض صغير.
ومن خلال جولة زمنية في المتحف يطلع المرء على تاريخ إنتاج الشركة، تكملها موضوعات في مجالات خاصة كأنشطة سيارات “بورشه” الرياضية على سبيل المثال. أما الورشة الزجاجية فهي تعتبر فريدة من نوعها، حيث يحظى الزوار هنا بفرصة مشاهدة كيفية العمل على صيانة سيارات “بورشه” الكلاسيكية أو تجهيز السيارات القديمة التي لاتزال تحافظ على حالتها الجيدة لخوض السبافات.
وتتوفر أمام زوار ألمانيا من عشاق السرعة العديد من مواقع رياضة السباقات، سواء للمشاهدة أو للمشاركة فيها. فهناك حلبات السباق ذات المعايير العالمية والتي تزخر بالمظاهر المثيرة والمبهجة، بدءاً من عروض فورمولا 1، ووصولاً إلى بطولة غراند بريكس العالمية لسباق الدراجات النارية. ولا تنسى طبعاً أن ألمانيا هي بلاد أبطال العالم في السرعة. فإذا أردت أن تصبح أحد أبطال السباقات، ستجد أن أجواء الإثارة والتحدي تنتظرك على العديد من مضامير السباق الكبيرة، سواء من خلال الجلوس بنفسك على عجلة القيادة لتتسابق على أشهر حلبات السباقات، أو من خلال الجلوس إلى جوار متسابق يقود السيارة.
وبالإضافة إلى هذه الفرصة التي تتيحها بلاد السيارات والدراجات النارية، فإن المدن الألمانية تضم أكثر من 150 مساراً مخصصاً لممارسة أنشطة أوقات الفراغ، حيث تمتد هذه المسارات والطرق عبر مناظر طبيعية خلابة وتخترق مناطق ساحرة تثير الكثير من أجواء المعايشة الخصبة للسائق.
وحتى إذا لم تكن لديك سيارة خاصة، فإنك لست مضطراً للتنازل عن متعة القيادة، إذ يمكنك الاستمتاع بعروض الكثير من شركات تأجير السيارات المنتشرة في أرجاء ألمانيا. وهكذا فلن تصادف أية معوقات تقف في طريق زيارتك للفعاليات والأحداث المتنوعة المنتشرة في جميع أنحاء ألمانيا، مثل معارض السيارات القديمة واحتفاليات سباقات السيارات والدراجات البخارية وغيرها من الأحداث الجذابة.