لا تعتبر ألمانيا مهد صناعة السيارات فقط، بل هي أيضاً موطن للعديد من متاحف السيارات الرائعة، سواء من حيث تصميمها المعماري المذهل أو من حيث متقنياتها القيّمة الفريدة. كما يتيح هذا البلد لزواره من عشاق السيارات والسرعة فرصة اختبار سيارة أحلامهم على أحد الطرق السريعة التي تشتهر بها أو على طرق جبال الألب الملتوية أو العديد من الطرقات المحاطة بجمال الطبيعة الخلاب. ولكن هناك ما هو أكثر من ذلك: يمكن أيضاً لضيوف ألمانيا اختبار مهاراتهم ودخول عالم السرعة والإثارة على العديد من مضمامير السباق الرائعة!
تزخر ألمانيا بعدد من أفضل متاحف السيارات في العالم، لاسيما وأن هذه المتاحف تمثل علامات تجارية عالمية رائدة. ففي متحف بورشه، الذي تم افتتاحه عام 2009 في ميدان بورشه في مدينة شتوتغارت، عاصمة ولاية بادن-فورتمبيرغ، يتم عرض 80 من أفضل وأشهر سيارات الطريق والسباقات. وبالطبع تتربع سيارة الـ “بيتل” (الخنفساء)، على القمة. يذكر أن شركة بورشه تُعرف بماركتها المميزة المتمثلة بحصان شتوتغارت الثائر. يرتكز متحف بورشه على 3 أعمدة فقط ليبدو هيكل المتحف الرئيسي وكأنه معلق في الهواء.
وفي متحف “مرسيدس-بنز” في شتوتغارت يمكن للمرء التعرف على تاريخ السيارات منذ أن اخترع “كارل بنز” السيارة قبل 125 عاماً مضت. وبين السيارات الـ 160 في هذا المبنى الحديث والمذهل هناك نماذج أولى من السيارات: براءة اختراع بنز لمحرك السيارة ومركبة غوتليب دايملر المزودة بمحركات. تم تأسيس متحف مرسيدس بنز في عام 1923. ويمثل المبنى معلماً هندسياً ساهم في تسليط الضوء على مجال الهندسة المعمارية في شتوتغارت، حيث أن تصميمه من الخارج يتميز بالحداثة التي تعطي انطباعاً وكأنه قادم من المستقبل.
وعند التوجه إلى مدينة ميونيخ، عاصمة بافاريا، يمكن للزوار إلقاء نظرة داخل عالم بي إم دبليو للتعرف على العمليات الإنتاجية في مصنع بي إم دبليو أو القيام بجولة داخل متحف بي إم دبليو للتعرف على تاريخ السيارات ومستقبلها من خلال ماركات بي إم دبليو الشهيرة.
ويحتوي متحف سيارات مايباخ التاريخية في نويماركت على 16 من سيارات مايباخ ليموزين، وهو ما يعتبر أكبر مجموعة لسيارات ليموزين مايباخ على مستوى العالم. ويعرض المتحف أيضاً منتجات أخرى ذات صلة، مثل المحركات والتروس والمحاور بالإضافة إلى المستندات التاريخية والنماذج والأفلام القصيرة التي تأتي لتكمل مجموعة العرض الفريدة الملفتة.
وعند زيارة مصنع أودي السابق في منطقة تسفيكاو يمكن لزوار ولاية ساكسونيا التعرف على قصة مثيرة حول عالم شركة سيارات أودي منذ تأسيسها إلى اندماجها مع ثلاث شركات ساكسونية أخرى لصناعة السيارات بالإضافة إلى علامتها التجارية ذات الأربع حلقات. في مصنع أودي السابق هذا، الذي كان يتم فيه بعد الحرب تصنيع الأجسام البلاستيكية الصغيرة والمحرك ثنائي الأشواط “ترابانت”، يمكن القيام بجولات إرشادية لمعرفة الكثير عن قصة الاندماج وكافة التفاصيل المتعلقة بتأسيس هذه العلامة التجارية الشهيرة.
ولكن عالم السيارات في ألمانيا لا يقتصر على المتاحف، فهناك الكثير من النشاطات التي يمكنك القيام بها وتطلق خلالها العنان لشغفك! فإذا رغبت في اختبار مهاراتك من خلال القيادة في أجواء مثيرة جداً ومفعمة بالتحديات، فما عليك سوى التوجه إلى مضمار “مرسيدس –بنز” في مدينة بريمن الهانزية الذي يطلق عليه اسم “الصخرة”. وهذا يعني بالطبع الإثارة ومتعة القيادة على الطرق الوعرة التي تصعد بك بنسبة 70 في المئة وتنحدر بنسبة 80 في المئة. وهنا يمكنك اختبار سيارة مرسيدس من نوع “جي إل كيه” على هذا المضمار الصعب لتتأكد بنفسك من أدائها المريح على الطريق.
وفي ولاية براندنبورغ يمكنك أيضاً اختبار إثارة من نوع خاص في أكاديمية قيادة السيارات “لاوزيتسرينغ”، حيث تتاح لك فرصة قيادة سيارات رياضية متميزة مثل “بورشه 911″ و”أودي آر 8 في 10” وغيرها على واحد من أحدث مضامير السباقات في أوروبا. وهنا، ستلقى بالطبع الدعم اللازم من قبل مدربين ذوي خبرة يمدونك بالتعليمات والإرشادات اللازمة أو يمكنك حضور سباق “غراند بريكس” السريع كراكب مشارك.
ويمكنك أيضاً الانطلاق بسيارة “مرسيدس 220” موديل 1952 أو غيرها من السيارات الكلاسيكية أو برفقة سائق خاص من العاصمة الألمانية برلين مثلاً عبر المناطق الريفية العذرية باتجاه شواطئ بحر البلطيق، والتمتع بالقيادة على طول شاطئ الريفيرا الألمانية في ولاية “مكلينبورغ-فوربومرن”. فعلى طول الطرق التي سوف تمر بها، سوف تشد هذه السيارات القديمة الجميلة انتباه كل من حولك حتى الأشجار الواقفة على جانبي الطريق. وبإمكانك التوقف على طول الطريق لتذوق السمك المدخن الذي يتم اصطياده من بحيرة المنطقة، بحيث يضفي ذلك على رحلتك قدراً كبيراً من التنوع. وهنا ستتمثل وجهتك في منطقة “هايليغندام”، التي تعتبر واحدة من أبرز المنتجعات الساحلية في ألمانيا، والتي تم إنشاؤها قبل أكثر من 220 عاماً. ونا ستكون محاطاً بأجواء مفعمة بالأناقة والراحة والاسترخاء.
