(د ب أ) – حذرت الطبيبة الألمانية غيزيلا غيله النساء من تناول الكحول خلال فترة الحمل حتى ولو لمرة واحدة؛ حيث يُمكن أن يتسبب ذلك في إلحاق أضرار جسيمة بالجنين.
وأوضحت غيله من الجمعية الطبية للدعم الصحي للمرأة بمدينة هامبورغ، سبب ذلك بقولها :"ينتقل كل ما تتناوله المرأة الحامل من مأكولات أو مشروبات إلى طفلها عبر الحبل السري".
ويلتقط راينهولد فيلدمان من قسم علاج أمراض الأطفال والمراهقين التابع لمستشفى مونستر الجامعي طرف الحديث، موضحاً سبب خطورة تناول الكحول خلال فترة الحمل بأن الكحول يُعتبر مادة مسممة للخلايا؛ ومن ثمّ يتسبب في عدم اكتمال نمو أعضاء الجسم لدى الجنين، إذا ما تناولته المرأة بصورة متكررة خلال فترة الحمل، ما يؤدي إلى ولادة طفل مُصاب بالإعاقة.
وأوضح الطبيب الألماني بعض العواقب الأخرى لتناول المرأة الحامل للكحول، قائلاً :"يتسبب الكحول في إصابة الطفل بما يُسمى بـ (متلازمة الجنين الكحولي)، التي يُمكن اكتشاف الإصابة بها من خلال النظر في وجهه فقط، مع العلم بأن الإصابة بهذه المتلازمة لا تحدث إلا لدى الأطفال، الذين تُعاني أمهاتهم من إدمان الكحول".
وأوضح فيلدمان أن أعراض هذه المتلازمة تظهر جميعًا في الوجه؛ حيث يقل حجم العين لدى هؤلاء الأطفال عن غيرهم وتكون شفاههم العلوية نحيفة وتزداد المسافة بين أنفهم وفمهم عن غيرهم من الأطفال الأصحاء.
فضلاً عن ذلك لا تكون الأذن في نفس مستوى ارتفاع العينين لدى هؤلاء الأطفال، وإنما منخفضة عنها، وأضاف الطبيب الألماني :"تظهر أعراض هذه المتلازمة أيضاً في خفة شعر الطفل وقصر أصابعه وانحناءها".
وأردف فيلدمان أن الأطفال، الذين يعانون من هذه المتلازمة، يقل وزنهم وحجمهم عند الولادة عن غيرهم من الأطفال الأصحاء، لافتاً إلى أنهم يظلون طوال حياتهم يعانون من صغر الحجم هذا ومن الضعف أيضاً.
وإلى جانب هذه الإعاقات الجسدية، يعاني هؤلاء الأطفال من بعض الاضطرابات في الجهاز العصبي المركزي؛ فعلى سبيل المثال ينحدر مستوى ذكاءهم إلى مستوى الإعاقة الذهنية؛ ومن ثمّ يعانون من صعوبة في التعلم.
وأشارت ميشتهيلد دوكانس، مفوضة العقاقير والمخدرات بالحكومة الألمانية، إلى أنه لا يُمكن الشفاء من الإصابة بمتلازمة الجنين الكحولي هذه مطلقاً، لكنها أكدت في الوقت نفسه على أهمية البدء في الخضوع للعلاج بشكل مبكر، حتى وإن كان هذا العلاج لن يُمكنه إصلاح الأضرار الناتجة عن هذا المرض.
