برلين 5 آيار/مايو 2016 (د ب أ) – توفر تطبيقات التراسل الفوري للمستخدم حالياً جميع إمكانيات التواصل، سواء كان ذلك عبر الرسائل النصية أو صور أو مقاطع فيديو. وتزخر متاجر التطبيقات بالعديد من هذه البرامج، مثل واتس آب وفيس بوك ماسنجر وغوغل Hangouts وThreema و Signal. ولكن كيف يحصل المستخدم على التطبيق المناسب لاستخداماته المختلفة؟
أوضح نيك كريغزكوتيه، من الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أن هناك ثلاثة عوامل حاسمة في اختيار تطبيق التراسل الفوري، الذي يتم استخدامه، وأضاف قائلاً: "تتمثل هذه العوامل في انتشار التطبيق بين الأصدقاء والمعارف وجهات الاتصال المختلفة، وكذلك الوظائف، التي تمثل أهمية بالنسبة للمستخدم، بالإضافة إلى تقنية التشفير".
الوظائف
لم تعد وظيفة تطبيقات التراسل الفوري تقتصر على الرسائل النصية؛ حيث تتيح هذه الوظائف محادثات الدردشة الجماعية وإرسال الصور ومقاطع الفيديو وإجراء المكالمات الهاتفية. وأوضح فابيان فوغلير، من مجلة "شيب" الألمانية، قائلاً: "تتوفر الوظائف الأساسية في جميع تطبيقات التراسل الفوري تقريباً"، إلا أن هناك بعض الاختلافات، التي يتعين على المستخدم مراعاتها.
ومن ضمن هذه الاختلافات أن تطبيق واتس آب و Signal يتيحان إمكانية إجراء المكالمات الهاتفية داخل التطبيق فقط، في حين يوفر تطبيق Hangouts إمكانية الاتصال بشبكات الهواتف الجوالة أو الأرضية عبر تقنية نقل الصوت عبر بروتوكول الإنترنت " VoIP". ولكن يتعين على المستخدم دفع رسوم إضافية نظير الاستفادة من هذه الوظائف.
المرونة
غالباً ما يتم استعمال تطبيقات التراسل الفوري بواسطة الهواتف الذكية، ولكن قد يرغب المستخدم في بعض الأحيان في استعمال هذه البرامج بواسطة الحواسب اللوحية أو الحواسب المكتبية، وهنا تظهر ميزة تطبيق واتس آب من خلال إمكانية استعماله عبر متصفح الويب من خلال أداة واتس آب ويب. ولا تعمل هذه الوظيفة إلا عندما يكون الهاتف الذكي متصلاً بالإنترنت في النطاق القريب.
وتوفر بعض التطبيقات الأخرى حلولاً أفضل؛ نظراً لأنها تكون مرتبطة بالرقم الهاتفي، ومنها على سبيل المثال تطبيق غوغل Hangouts وفيس بوك ماسنجر؛ حيث يمكن إجراء محادثات الدردشة مع الأجهزة الأخرى بدون أية مشكلات
وتوفر بعض تطبيقات التراسل الفوري ميزة المحادثات الجماعية لما يصل إلى 256 متصل عبر تطبيق واتس آب، وكذلك 50 متصل مع تطبيق Threema، و100 متصل عند استعمال تطبيق غوغل Hangouts.
الخصوصية
يتم حماية الرسائل النصية القصيرة والمكالمات الهاتفية جيداً من قبل شركات الاتصالات، إلا أن الوضع لا يكون كذلك عند استعمال تطبيقات التراسل الفوري؛ حيث أشار فابيان فوغلير إلى اختلاف طريقة تعامل تطبيق التراسل الفوري مع بيانات الاتصال ومحتويات الدردشة، وغالباً ما تكون مدرجة في بنود الشروط والأحكام العامة لاستخدام الخدمة.
وأضاف الخبير الألماني أن طريقة التعامل مع البيانات في تطبيق واتس آب مبهمة وغير واضحة، كما يعاني تطبيق غوغل Hangouts وفيس بوك ماسنجر من أوجه قصور.
وتروج التطبيقات لأخرى لنفسها من خلال مزايا الحفاظ على الخصوصية وحماية البيانات، مثل برامج Threema أو Signal؛ حيث لا تتمكن الشركة المقدمة للخدمة من الوصول إلى محتويات المحادثة أو بيانات المشاركين. وبالنسبة لتطبيق Snapchat فإن البيانات المرسلة تختفي بعد القراءة ويتم حذفها بعد 30 يوماً كحد أقصى.
المستخدم
توافر الوظائف الكثيرة لا يعني نجاح تطبيق التراسل الفوري؛ حيث يهيمن تطبيق واتس آب على سوق برامج التراسل الفوري، على الرغم من أن هناك الكثير من التطبيقات الأخرى تتضمن وظائف أفضل منه. ويتمثل العامل الحاسم في انتشار التطبيق في القدرة على الوصول إلى المستخدم؛ حيث أن التطبيق، الذي يصل إلى معظم المستخدمين يفوز في النهاية، لأن المستخدم يريد في كل الأحوال الوصول إلى أصدقائه بسهولة وسرعة.
وإذا لم ينساق المستخدم وراء الأسماء الكبيرة في سوق تطبيقات التراسل الفوري، ولديه اهتمام أكبر بجوانب الحفاظ على الخصوصية وحماية البيانات، فإنه يتعين عليه في البداية أن يقوم بإقناع أصدقائه باستعمال التطبيق المرغوب من خلال بعض المزايا مثل مستوى الأمان، الذي يوفره، أو إمكانية إرسال ملفات بأحجام أكبر أو الإعدادات الخاصة، التي يشتمل عليها.













