دوسلدورف 25 شباط/فبراير 2015 (د ب ا) – لا تزال عملية تصنيف بيانات واسعار السلع باستخدام بطاقات الأرفف للتسعير الالكترونى نادرة في المتاجر الكبرى بألمانيا، غير أن خبراء تجارة التجزئة يعتقدون أنها ستصبح في وقت لاحق جزءا مألوفا من أنشطة التسوق.
ويمكن أن يؤدي هذا التطور إلى تغيير واسع النطاق في الطريقة التي يتسوق بها الألمان، كما أنه يمكن أن يجعل عملية تسعير المنتجات أكثر تنوعا بصورة تفوق كثيرا ماهى عليه الآن .
وتقوم " روفه " وهي ثاني أكبر سلاسل المحال التجارية الكبرى في ألمانيا بالاشتراك مع سلسلتي " ميديا ماركت " و " ساتورن " للسلع الالكترونية الاستهلاكية بالريادة في عملية تصنيف بيانات وتسعير السلع إلكترونيا باستخدام " بطاقات الأرفف للتسعير الالكترونى " .
وثمة سلسلة أخرى من سلاسل المحال الكبرى وهي "إديكا " تقوم بعملية التصنيف والتسعير الالكترونى للمنتجات في بعض متاجرها، وتقول مجلة " ليبنسميتل تسايتونج " الألمانية المتخصصة في تجارة التجزئة إن العديد من سلاسل المتاجر التي تعرض السلع بأسعار مخفضة تقوم باختبار هذه التقنية حاليا.
وحولت سلسلة " روفه " 500 من المتاجر التابعة لها والتي يبلغ عددها 3300 متجر لتطبق هذه التكنولوجيا، وقامت بوضع أكثر من سبعة ملايين بطاقة أرفف للتسعير الالكترونى للسلع ، وستقوم الشركة في المستقبل مع تحديثها لمتاجرها القديمة وافتتاح فروع جديدة بإدخال هذه التقنية في مزيد من منافذ البيع التابعة لها.
ويقول المتحدث باسم شركة " روفه " إنها تتوقع أن تحقق درجة أكبر من الكفاءة بنظام بطاقات التسعير الجديد، ويتعين في الوقت الحالي أن يقوم العاملون بتحديث مئات من بطاقات التسعير الورقية كل أسبوع في كل فرع من فروع سلسلة متاجرها، وذلك في عملية تستهلك وقتا طويلا، وكثيرا ما تؤدي إلى حدوث أخطاء تدفع المستهلكين إلى المطالبة بدفع أسعار أقل للمنتجات على الرغم من تعديلها.
ويعرب مارتن فاسناشت وهو أحد محللى السوق من المعهد العالى لإدارة الأعمال بمدينة درسدن عن اعتقاده بأن انتشار بطاقات الأرفف للتسعير الالكترونى سيكون له آثار أوسع نطاقا على اتجاهات التسوق.
ويقول إن " الخطوة الأولى من المرجح أن تتمثل في قيام المتاجر الكبرى بتخفيض أسعار المنتجات التي تعرضها خلال أوقات اليوم التى يكون فيها عدد الزبائن قليلا مثلما تفعل شركات الخطوط الجوية "، كما ستقوم المحال الكبرى بتخفيض أسعار السلع المعرضة للتلف مثل الفاكهة والخضراوات لتشجيع المشترين على تفريغ الأرفف من المنتجات فى الاوقات المتأخرة من اليوم .
غير أن فاسناشت يقر بأن هذه التقنية الجديدة ستمثل منحنيا للتعلم بالنسبة للزبائن.
ويوضح " أن الأسعار التي ستتغير بمرور الوقت طوال اليوم ستتطلب بعض الوقت لكي يعتاد الزبائن عليها، حيث أنهم لا يألفون هذا المفهوم في قطاع تجارة المواد الغذائية بالتجزئة، ويعرب عن اعتقاده أن الأمر سيستغرق بعض الوقت لكي يصبح التسعير الالكترونى فعالا تماما، ويقول " إذا تم تنفيذ هذه الطريقة بشكل يتسم بالذكاء، فسوف يتفهمها الزبائن كتطور عادل ونزيه ".
ومن السهل أن يشعر الألمان بالاستياء إزاء التصورات الخاصة بالتلاعب فى الأسعار ، وبالتالي فإنه فى الوقت الذى يكون فيه من الممكن نظريا لسلسلة من سلاسل المحال التجارية الكبرى رفع الأسعار قبل تزايد الطلب على سلعة ما ، مثل رفع أسعار الجعة قبيل لعب مباراة كبيرة لكرة القدم، فإن الفكرة يمكن أن تتسبب في حدوث نزاعات مزعجة .
ويقول فاسناشت " إنني لا اعتقد أن المتاجر ستفعل هذا بطريقة كبيرة، حيث أن المنافسة شديدة للغاية بالنسبة لقطاع تجارة التجزئة في ألمانيا، وثمة مخاطر من أن يؤدي ذلك إلى إغضاب الزبائن ".
ويعرب أيضا جيتين آزار من معهد (إي.إتش.آي) الألماني لبحوث تجارة التجزئة عن اعتقاده بأن مثل هذه الزيادة من جانب أحد المحال الكبرى يمكن أن تؤدي إلى حدوث مشكلات.
ويقول " إنه ليست ثمة مشكلة في خفض الأسعار، غير أن زيادتها خلال فترات اليوم سيكون أمرا صعبا للغاية "، واستبعدت سلسلة " روفه " بالفعل إدخال نظام اختلاف الأسعار خلال ساعات فتح متاجرها.
والتزمت كل من " ميديا ماركت " و"ساتورن " بالعناية الشديدة تجاه كيفية استخدام نظام بطاقات الأرفف للتسعير الالكترونى فى محال الاجهزة الكهربائية المنزلية التابعة لها . وأدخلت السلسلتان هذه التقنية على مستوى واسع في متاجرهما في هولندا، غير أن أيا منهما لم تقم بتغيير الأسعار خلال فترة فتح المتجر، وفي الوقت الحالي طبقت أربعة من متاجرهما في ألمانيا هذه التقنية، ومن المقرر أن تقلدها متاجر أخرى.
ويعتقد فاسناشت أن نظام بطاقات الأرفف الالكترونية للتسعير يمكن أن يؤدي إلى ثورة أكبر في استراتيجيات البيع، ويقول ": إن أي شخص يضع تطبيقا على هاتفه الذكي لأحد المحال الكبرى يمكن أن يحصل على تنبيه أثناء قيامه بالتسوق بشأن تخفيض سعر أحد المنتجات ، لا يعلم الزبائن الآخرون بشأنه شيئا ".
وهذا يسمح للمتاجر بتعديل الأسعار بشكل منفرد بطريقة لاتستطيع هذه المتاجر سوى أن تحلم بها فقط فى أيامنا هذه .
من : إريش رايمان













