تعد منطقة جنوب غرب ألمانيا موطن المخترغين والمفكرين وليس آخرها مهد صناعة السيارات. فشركات مثل “مرسيدس-بنز” و”بورشه” تحظى بشهرة واسعة تتخطى الحدود البلاد. وتقدم أيضاً هذه الشركات المصنعة للسيارات برامج “تجربة القيادة الذاتية” وتحقق بالتالي أحلام الكثيرين من عشاق السيارات. وعند زيارة المتاحف الخاصة بهاتين العلامتين التجاريتين لا يتمتع فقط عشاق السيارات، بل الزوار الآخرون من عشاق التاريخ والهندسة المعمارية أيضاً. فمتحف “بورشه” يعتمد على ثلاث ركائز أسمنتية ويبدو كأنه يطفو فوق سطح الأرض. وبالنسبة لمتحف “مرسيدس-بنز” الذي يمكن مشاهدة تصميمه الحلزوني المزدوج من بعيد فهو يعتبر من معالم شتوتغارت البارزة. اختاروا مكاناً في المنحنى الحاد وتمتعوا بسحر أسطورة السهم الفضي.
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بدأت في شتوتغارت الحقبة الصناعية، حيث ذاع صيت “غوتليب دايملر” و”روبرت بوش” بتصنيع محركات السيارات التي نالت شهرة عالمية كبيرة. ففي جنوب غرب ألمانيا تم في عام 1886 تطوير أول سيارة في العالم. وكل من يرغب في التعرف على تاريخ عالم المركبات فسيجد في شتوتغارت متحفين رائعين يمثلان اثنتين من العلامات التجارية الفاخرة الأكثر شهرة في العالم هما: “مرسيدس بنز” و”بورشه”.
انطلاقاً من الطابق العلوي من متحف “مرسيدس-بنز” يبدأ الزوار طريقهم عبر تاريخ السيارات على جولتين في 9 مستويات، بدءاً من عام 1886 وحتى وقتنا الحاضر. ويعتبر المتحف الوحيد في العالم الذي يعرض حوالي 130 سنة من تاريخ السيارات دون فجوات. لقد صمم المبنى على غرار دوامة الحمض النووي بشكلها الحلزوني المزدوج. يوجد في داخله 160 مركبة وأكثر من 1500 معروض على مساحة 16500 متر مربع.
ويتوزع المعرض بين قاعات الأسطورة وقاعات التشكيلات. فبينما تحكي قاعات الأسطورة تاريخ العلامة التجارية “مرسيدس-بنز”، تُظهر قاعات التشكيلات تنوع العلامة التجارية، وتبلغ ذروة التشكيلات المنوعة في وحدة العرض “زيلبر بفايله- رينن اند ريكورده” (سهام فضية – سباقات وأرقام قياسية). ففي منحنى جداري حاد يتم عرض مركبات أسطورية حاملة لأرقام قياسية: مركبات السباقات فونيكس، بليتزن-بنز، زيلبر بفايله (السهم الفضي)، فايسه إيليفانته (الفيل الأبيض) وحتى سيارة لويس هاميلتون بطل العالم لسباقات الفورمولا-1 من عام 2008.
وهناك أيضاً متحف “بورشه” الجديد، الذي تم افتتاحه في عام 2009 عند ساحة “بورشه بلاتس” تماماً، وذلك لأن هذا المكان يشهد منذ عام 1950 إنتاج المركبات الرياضية، التي تتزين أغطية محركاتها بشعار “بورشه” المعروف. إن مبنى متحف “بورشه”، الذي قام بتصميمه مكتب الهندسة المعمارية “ديلوغان مايسل”، يرتكز على ثلاثة أعمدة على شكل حرف “في” بالإنكليزية. ويبلغ وزن هيكل المتحف 35 ألف طن، فيه 6 آلاف طن من الفولاذ، أي أكثر من برج إيفل في باريس. ويعرض المتحف على مساحة 5600 متر مربع حوالي 80 مركبة و200 معروض صغير.
ويعد النموذج 64 المعاد بناؤه من “بورشه” الأصلية من بين أبرز المعروضات. وإلى اليوم يظهر طابع “بورشه” في كل أشكال نماذج منطقة “تسوفنهاوزن” لصناعة السيارات الرياضية. وكذلك أيضاً في المركبات المعروضة بورشه 356 “رقم واحد” رودستر، بورشه 356 كوبيه “فيرديناند” من عام 1950 وبورشه 356 “1500” سبيدستر.
ومن خلال جولة زمنية في المتحف يطلع المرء على تاريخ إنتاج الشركة، تكملها موضوعات في مجالات خاصة كأنشطة سيارات “بورشه” الرياضية على سبيل المثال. أما الورشة الزجاجية فهي تعتبر فريدة من نوعها، حيث يحظى الزوار هنا بفرصة مشاهدة كيفية العمل على صيانة سيارات “بورشه” الكلاسيكية أو تجهيز السيارات القديمة التي لاتزال تحافظ على حالتها الجيدة لخوض السبافات.
أما من يرغب في تحقيق حلمه بالمبيت في سيارة الخنفساء “فولكس فاغن كيفر”، فيمكنك تحقيق ذلك في فندق V8 في “مايلنفيرك شتوتغارت” في “بوبلينغن”. فهذا الفندق الذي يتمتع بتصميم خاص يقدم غرف متنوعة ذات موضوعات تدور حول السيارات، بدءاً من قبل دخولها إلى الورشة ووصولاً إلى عملية الغسل.