مع الأجواء الصيفية التي تبعث في نفس الإنسان الحيوية والنشاط، فإن زوار ميونخ سيجدون أمامهم مجموعة كبيرة من وسائل وفرص الترفيه المتنوعة، التي تم توفيرها خصيصاً للأطفال والعائلات، لاسيما وأن المدينة تعتبر واحدة من المدن العالمية البارزة. فعلى سبيل المثال تقدم متاحف الفنون الجميلة والمتحف الوطني ببافاريا والكثير غيرها جولات خاصة بالأطفال بمصاحبة مرشدين. أما “متحف الألعاب” في برج مبنى البلدية القديم، فهو يجذب الأطفال من كل الأعمار، حيث يعجبون بمجموعات اللعب المختلفة وخاصة ألعاب الأطفال قبل عصر الألعاب الإلكترونية. وبالطبع تخفق قلوب الأطفال بسرعة من هواة التقنيات الحديثة داخل المتحف الألماني عند مشاهدة المراكب الشراعية والروبوت. كما يثير إعجابهم قسمُ المناجم والعروض الخاصة المتنوعة التي تعطي الأطفال فرصة اختبار قدراتهم وممارسة هواياتهم المفضلة.
وبالانتقال إلى عالم الحيوان في حديقة الحيوان “هيلابرون”، فستجد الأطفال مندهشون خلال تجوالهم فيها، حيث تجذبهم البيئة المعيشية للحيوانات الأليفة التي تتواجد بالمنطقة الساحرة للمحمية الطبيعية “إيزاراون”، كما سترى الفرح والفضول على وجوههم، حين تتاح لهم فرصة الاقتراب من الحيوانات ومداعبتها. ومن الأشياء التي تجعل هذه الحديقة تتمتع بجاذبية خاصة للزائرين، هو وجود قطار متجول فيها.
أما بالنسبة للعائلات الذين لديهم أطفال يهتمون بعالم الحيوان تحت سطح الماء، فعليهم زيارة حديقة الألعاب الأولمبية، حيث سيجذبهم بكل تأكيد حوض الأحياء المائية الضخم المعروف باسم “الحياة البحرية”، والذي افتتح في ربيع 2006 داخل الحديقة. ويمكن في نهاية الجولة الصعود إلى قمة برج حديقة الألعاب الأولمبية والاستمتاع بمنظر جبال الألب والمناطق الطبيعية الخلابة.
وإذا كان أولادك يعشقون رياضة السباحة، فهناك الكثير من حمامات السباحة المغلقة والمفتوحة المتوفرة في مدينة ميونيخ، حيث تتحول الرياضة أيضاً إلى ترفيه، لاسيما مع وجود فرص متنوعة للاستمتاع بالمنزلقات المائية وأبراج القفز وأحواض الأمواج.
وإذا كان قلب المدينة يزخر بالفنادق الفخمة والعريقة والمعالم الأثرية والسياحية التي تستحوذ على إعجاب مختلف الأذواق، فإن لوحة طبيعية جميلة ستكون بانتظارك في المناطق المحيطية بالمدينة. فهناك ستتعرف على قرى ريفية جميلة مازالت تحافظ على تقاليدها العريقة، وستشاهد الكنائس القديمة ذات القباب البصلية، وستحظى برحلة مثيرة في بحيراتها الصافية المتألقة، وبالتأكيد فإن قمم الجبال المهيبة التي تحيط بالمكان ستشد نظرك إليها، نظراً لجمالها وروعتها. فهذه الطبيعة الجبلية الانسيابية الخضراء، ستضفي على التنزه والتجوال والاستجمام معان جميلة تظل محفورة في ذاكرتك.
وتمثل البحيرات والجبال والوديان في بافاريا أماكن مثالية لقضاء الإجازات وأوقات الفراغ. فهناك تتوافر فرص الترفيه للصغار والكبار على حد سواء، حيث يمكنك مثلاً القيام برحلة بحرية في بحيرة “تيجرن زيه” أو “أمر زيه” أو “شتارنبرغر زيه”، وبعد ذلك لديك فرصة الاستمتاع بشرب القهوة وأكل الحلوى في أحد المقاهي المنتشرة على الضفاف.
كما يحرص عدد كبير من السائحين على القيام برحلات إلى القرى الصغيرة في المناطق المحيطة بميونيخ ومنها مركز الاستشفاء بمدينة “باد تولتس” الواقعة على نهر الإيزار والأحياء القديمة الأثرية فيها وكذلك المدينة الأسقفية القديمة “فرايزنج” أو “جارميش بارتن كيرشن” المعروفة عالمياً بالألعاب الرياضية في فصل الشتاء (التزحلق على الجليد).
أما عند الانتقال من ميونيخ باتجاه مدينة سالزبورغ، فستشاهد السفن الشراعية الملونة التي تتهادى وسط النسيم العليل على صفحات مياه بحيرة “كييم زيه”. وبينما يمارس البعض الرياضات البحرية فوق أضخم البحيرات في بافاريا، يقوم الآخرون بعمل جولة ثقافية بزيارة قصر الملك “لودفيج الثاني هيرن كييم زيه” الرائع الذي يقع على جزيرة “هيرن إنزل”.
