دخل قطاع الأعمال الألماني العام الجديد بثقة متراجعة، في الوقت الذي حذر فيه وزير الاقتصاد الألماني من المخاطر التي تمثلها الخطط الاقتصادية للرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب بالنسبة للاقتصاد الألماني.
وقال معهد إيفو الاقتصادي ومقره ميونيخ أمس الأربعاء إن مؤشره للثقة في مناخ الأعمال تراجع بشكل مفاجئ إلى 8ر109 مقابل 111 نقطة في كانون أول/ديسمبر الماضي.
وقال رئيس المعهد كليمنس فوست ” الاقتصاد الألماني بدأ هذا العام بداية أقل ثقة”.
وكان المحللون قد توقعوا ارتفاع المؤشر، الذي يعتمد على أراء 7000 مسؤول تنفيذي في أكبر اقتصاد بأوروبا، إلى 3ر111 نقطة الشهر الحالي، وكان هذا سيصبح أعلى مستوى له منذ تموز/يوليو .2011
في الوقت نفسه، فإن السياسات الاقتصادية الحمائية التي يعتزم الرئيس ترامب تطبيقها، إلى جانب المفاوضات الشاقة المحتملة بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، مع سلسلة الانتخابات الأوروبية التي يصعب التنبؤ بنتائجها، بما في ذلك في ألمانيا، عززت المخاوف بين مسؤولي الشركات في أكبر اقتصاد في أوروبا.
من ناحيته، قال وزير الاقتصاد الألماني زيجمار جابريل بعد عرض التقرير الاقتصادي السنوي للحكومة الألمانية على مجلس الوزراء: إن “ألمانيا كدولة متداخلة مع باقي أنحاء العالم، تعتمد على الأسواق المفتوحة والتجارة الحرة”.
وأضاف “الاتجاه العالمي البارز نحو الحمائية كما ظهر في قرار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبيانات الرئيس الأمريكي الجديد، هو اتجاه في الطريق الخطأ.. الانعزالية لن تؤدي إلا إلى إفقار الجميع”.
وقال جابرييل، في مؤتمر صحفي في العاصمة برلين: “سيكون هناك وقت ما بعد ترامب.. لذلك أول شيء أنصح به (الشركات) هو ألا تتخلى عن الولايات المتحدة”.
يذكر أن هذا قد تكون آخر مرة يظهر فيها جابرييل أمام الإعلام كوزير اقتصاد قبل أن يتولى منصب وزير الخارجية خلفا للوزير الحالي فرانك فالتر شتاينماير، الذي من المنتظر أن يصبح رئيسا لألمانيا الشهر المقبل.
اليوم أمام مجلس الوزراء التوقعات الاقتصادية للحكومة، حيث تشير التوقعات إلى أن اقتصاد ألمانيا سوف ينمو بنسبة 4ر1 % هذا العام مقارنة بـ 9ر1 % العام الماضي، وهي كانت أقوى نسبة يسجلها الاقتصاد منذ خمسة أعوام.
يذكر أن بريطانيا وألمانيا من الأسواق الرئيسية في العالم للصادرات الألمانية، حيث أصبحت الولايات المتحدة أكبر سوق للصادرات الألمانية خلال العام الماضي.
ولكن جابرييل لا يرى مبررا للفزع نتيجة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ولا نتيجة إصرار الإدارة الأمريكية الجديدة على أن صادرات ألمانيا موجودة في الخارج بدرجة كبيرة، وأن هذه التحركات نحو الانعزالية ستؤدي إلى إيجاد فرص جديدة في مكان آخر. يذكر أن ألمانيا هي أكبر دولة مصدرة في العالم.
وشدد جابرييل على أن اقتصاد ألمانيا مازال في حالة جيدة للغاية.
في الوقت نفسه، أشار التقرير الاقتصادي للحكومة الألمانية إلى أن اقتصاد ألمانيا سوف ينمو بنسبة 4ر1 % هذا العام مقابل النمو بمعدل 9ر1 % خلال العام الماضي، والذي كان أقوى معدل نمو للاقتصاد منذ خمسة أعوام.
وأوضح تقرير التوقعات الاقتصادية السنوي للحكومة أن معدل التوظيف سوف يصل لأعلى معدل يبلغ أكثر من 8ر43 مليون شخص هذا العام، كما سوف ينضم 320 ألف أخرين للقوة العاملة .من المتوقع أن يصل معدل البطالة هذا العام إلى 6 %.
وأشار التقرير إلى أن الأجور سوف ترتفع بنسبة 5ر2 % هذا العام، كما سوف يرتفع الطلب المحلي بنسبة 6ر1 %.
وتوقع التقرير نمو الصادرات الألمانية بنسبة 8ر2 % هذا العام، بنسبة أعلى بصورة طفيفة مقارنة بعام .2016
وأضاف التقرير أنه من المتوقع زيادة الواردات بنسبة 8ر3 %.
من ناحيته، أوضح تقرير معهد إيفو أيضا أن المسؤولين التنفيذيين في جميع قطاعات الأعمال الرئيسية في ألمانيا بما في ذلك قطاع التصنيع أصبحوا أقل تفاؤلا في بداية العام الجديد.
في الوقت نفسه، دعا وزير الاقتصاد الحكومة إلى عدم التركيز فقط على خفض الإنفاق وإنما أيضا على تمهيد الطريق أمام الاستثمارات العامة لضمان القدرة التنافسية الاقتصادية لألمانيا.
وقال الوزير المنتهية ولايته “علينا بذل جهود جديدة.. يمكننا فقط تأمين مستقبلنا من خلال ميثاق استثمار كبير وضخم وشجاع”.
المصدر: د ب أ